السبت، 12 أكتوبر 2013

محرك الـ Graph Search في الفيسبوك: قفزة نوعية في أسلوب محركات البحث


بعد ستة أشهر من البث التجريبي تعتزم إدارة موقع الفيسبوك إطلاق محرك بحث Graph Search بشكل رسمي. حيث يتوقع أن يستخدمه مئات الملايين من المستخدمين خلال الأسابيع الأولى من شهر يوليو. يعد المحرك مستخدميه بتقديم نتائج بحث أكثر دقة و "شخصية" من غيرها من محركات البحث بإظهار نتائجه من قائمة الأصدقاء والمحيطين. الأمر الذي أثار حفيظة بعض الجهات والشركات التي ترى في هذا المحرك انتهاكا لخصوصية المستخدمين. فما هو هذا المحرك؟ ومالذي يميز طريقة عمله عن غيره من محركات البحث المعروفة والموثوقة؟ وهل يجب أن يبدأ المستخدمون بالتوقف عن مشاركة كل "مغامراتهم" خوفا من اساءة استخدام هذه المعلومات؟ وهل يمكن استخدام هذا المحرك في المجال التعليمي في المستقبل القريب؟


كُتبت هذه المادة بتاريخ 9 يوليو 2013

مارك زوكيربيرغ أثناء العرض التقديمي لإطلاق المحرك. يناير 2013
محرك بحث دلالي اجتماعي
محرك الـ Graph Searchأو "بحث الرسم البياني" من فيسبوك هو محرك بحث دلالي تم تقديمه عبر موقع الفيسبوك منذ مارس عام 2013م. يشير الاسم Graph  إلى طبيعة الرسم البياني الاجتماعي في الفيسبوك والذي يقوم بتعيين العلاقات بين المستخدمين بشكل شبكي. صمم المحرك لإعطاء إجابات إلى مستخدميه عن طريق "معالجة اللغة الطبيعية" بدلا من اعطاء روابط.  معالجة اللغة الطبيعية تعني برمجة الحواسيب لفهم وتحليل اللغة الطبيعية التي يتحدثها الانسان، تندرج هذه الطريقة تحت مجال علوم الحاسوب و اللغويات المعنية بالتفاعلات بين الحاسوب واللغات الطبيعية والتي بدأت كفرع من الذكاء الاصطناعي والتي بدورها متفرعة من المعلوماتية. يتميز بحث الرسم البياني بالجمع بين البيانات التي تم الحصول عليها من المستخدمين الذين يتخطى عددهم المليار مستخدم بالإضافة إلى البيانات الخارجية. تجمع كلها في محرك بحث يوفر نتائج مخصصة للمستخدمين. يعمل البحث البياني عن طريق استخدام خوارزمية بحث مماثلة لمحركات البحث التقليدية مثل جوجل. بالإضافة إلى ميزة البحث الدلالي التي تعتمد على المعنى المقصود. بدلا من الاكتفاء بإيجاد النتائج على أساس مطابقة الكلمات الرئيسية؛ تم تصميم محرك البحث لمطابقة العبارات. وبحسب العرض التقديمي الذي ترأسه Mark Zuckerberg الرئيس التنفيذي لفيسبوك فقد أعلن أن خوارزمية محرك البحث البياني تجد البيانات من خلال شبكة المستخدم من الأصدقاء كما يتم تقديم النتائج الإضافية من خلال محرك بحث Bing التي تملكه Microsoft.

التطوير والتشغيل
تم تطوير هذا المحرك من قبل موظفي غوغل السابقين Lars Rasmussen  و  Tom Stockyوتم إطلاقه بشكل محدود لمابين عشرات لمئات الألاف فقط من مستخدمي اللغة الإنجليزية في يناير من نفس السنة. ومايزال منذ شهر يوليو غير متاحا للجميع، مع التخطيط للتوسع التدريجي حيث أعلنت فيسبوك عن خططها لتضمين المحرك في تطبيقات الهواتف المحمولة مع إدراج صور انستاغرام في قاعدة البيانات. تستند نتائج البحث في المحرك على محتوى المستخدم بالإضافة إلى ملفات الأصدقاء والعلاقات بين المستخدمين وأصدقائهم والاهتمامات التي يعبرون عنها في صفحاتهم على الفيسبوك. يتم إكمال الإدخالات في شريط البحث آليا أثناء الكتابة، حيث يقوم الفيسبوك باقتراح نتائج من الأصدقاء والصلات من الدرجة الثانية، و صفحات الفيسبوك، والمواضيع الموّلدة تلقائيا وأخيرا عمليات البحث على شبكة الإنترنت عن أي شيء لايمكن البحث عنه عبر الفيسبوك بعد. و تعتمد ميزة البحث البياني بشكل كبير على مشاركة المستخدمين، وتعمد إلى تشجيع المستخدمين لإضافة المزيد من الأصدقاء لتوفير المزيد من النتائج والتحديثات و الاستفادة القصوى من المحرك.

أمثلة على وظائف البحث
يدعم محرك الفيسبوك عمليات البحث عن الأنواع التالية من:
الأماكن التي  تستند إلى موقع معين (خطوط الطول والعرض) والمسافة
المراكز والفنادق والمطاعم التي زارها المستخدم أوالأصدقاء، أو حيث تم وسم "Tag" المستخدم أو الأصدقاء.
الكائنات Objects مع معلومات المواقع المرفقة. بالإضافة إلى الكائنات التي تم فيها وسم المستخدم أو الأصدقاء، أو تلك الكائنات التي تم إنشاؤها من قبل المستخدم أو الأصدقاء.
قدم Tom Stocky في العرض التقديمي للمحرك العديد من الأمثلة للاستفسارات المحتملة، من ضمنها:
 "الأصدقاء الذين يحبون سلسلة أفلام حرب النجوم وهاري بوتر"
للبحث عن موظفين، "موظفي ناسا الذين هم اصدقاء مع أشخاص في الفيسبوك"
لتصفح الصور أو التخطيط للسفر، "صور من الأصدقاء المأخوذة في الحدائق الوطنية"
يمكن للمستخدمين تصفية النتائج بالتوقيت الزمني (الأقدم او الأحدث)  أو البحث بشكل خاص في ملفات أحد المستخدمين. كما يمكن المحرك من البحث مباشرة في شبكة الانترنت. أظهرت نتائج تجارب المدونين لمحرك البحث أنه بالإمكان استخدام المحرك البياني للكشف عن بيانات "محرجة" لبعض الأشخاص والجهات (على سبيل المثال تم البحث عن الشركات التي توظف أشخاص يحبون العنصرية، أو الرجال المتزوجين الذين يحبون المومسات) ما أثار الجدل حول موضوع الخصوصية.

نموذج لأحد نتائج البحث المحرجة (العنصرية)
مخاوف الخصوصية
ردود الفعل الأولية لإطلاق محرك الرسم البياني  شملت العديد من المخاوف بشأن الخصوصية.  عبرت عن ذلك أحد شركات تحليلات وسائل الإعلام الاجتماعي تدعى Crimson Hexagon  حيث نشرت تقريرا يفيد بأن 19% من المستخدمين الذين ناقشوا إطلاق المحرك أبدوا الكثير من القلق إزاء انتهاك الخصوصية الذي يمكن أن ينتج عن ذلك. كما أعربت جهات أخرى عن مخاوفها حول عمليات الخداع المستهدف وحول ظهور معلومات القصّر في نتائج البحث. من جانبها أشارت الفيسبوك إلى هذه المخاوف وأكدت أن البحث يعمل ضمن إعدادات الخصوصية الموجودة مسبقا. بمعنى أنه يمكن للمستخدمين فقط الوصول إلى المعلومات المتاحة بالفعل لهم. ميزة البحث فقط تجعل هذه المعلومات أسهل وأكثر جاذبية. 

نموذج آخر (المومسات)
في مجال التعليم العالي
كون أن محرك البحث البياني حديث نسبيا فمايزال استخدامه في المجال التعليمي محل تجارب حيث تجعل ميزاته منه أداة واعدة للاستخدام الفعال مستقبلا. فيمكن لإدارات الجامعات ومكاتب القبول البحث في الكم الكبير من المعلومات حول الأشخاص في الفيسبوك للتعرف على طلاب مثقفين ذوي مؤهلات عالية لدعوتهم للانضمام إلى الجامعة. كما يمكن لشؤن الطلاب الاستفادة بشكل كبير من المحرك لإيجاد الطلبة المهتمين بموضوع معين أو حدث تنوي الجامعة تنظيمه. يمكن أيضا ان يسهل المحرك عملية التواصل مع الطلبة والخريجين والجهات ذات الصلة كالمؤسسات الثقافية والرعاة المحتملين. وغيرها من الأمور التي ستتضح قريبا مع ازدياد الاستخدام للمحرك والتزام الشركة بتطويره لمواكبة كافة احتياجات المستخدمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق