السبت، 19 أكتوبر 2013

سيرًا على الأقدام إلى مكة من كل فجٍ عميق

الحاج كارازادا: أسير من أجل السلام والوحدة
الحاج سناد هادزيتش: راودني حلم أني سأسير من البوسنة إلى مكة
الحاج أبوبكر إيدالو: نجى ابني من الحرب فنذرت لله أن أحج ماشيا
الحاج محمد صالح: صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ!
د.عقيل: الحج سيرا على الأقدام من تكليف النفس فوق طاقتها
 "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" 22، سورة الحج
هكذا نادى الله سبحانه وتعالى المؤمنين داعيا لهم إلى قصد البيت الحرام تعظيما وإجلالا وإقامةً لشعائر الركن الخامس من أركان الإسلام. وهكذا سار المسلمون عبر مئات السنين قاطعين المسافات ومتجاوزين الصعوبات راكبين وراجِلين للوصول إلى مكة المكرمة في رحلات كانت تستغرق شهورا وسنوات. حتى تفضل الله على بني آدم بعلمِه فاختُرعت وسائل المواصلات الحديثة التي يسبق بعضها بعضها وتقرب المسافات. فاعتمد عليها الناس في تنقلاتهم و أراحتهم من العناء والخوف من الطريق أيما راحة. برغم ذلك نشهد في وقتنا الحاضر نماذج من مسلمين قرروا اتخاذ الطريق الأصعب للوصول إلى مكة. فمن هم الذين قادتهم أقدامهم شوقًا ولهفةً إلى البيت العتيق؟ ولماذا؟ وهل يجوز من وجهة نظر شرعية تكبدهم العناء للحج سيرا على الأقدام؟



من كراتشي إلى مكة
يأتينا هذا العام رحالة أتى ماشيا من باكستان، قد يخيل إليك أنه شخصين أو ثلاثة، حيث تختلف أسماءه في المصادر الإخبارية المختلفة فهناك من يقول ان اسمه "ريتش رول" وفي رواية أخرى يدعى "محمد علم" وفي ثالثة هو "كارازادا كسرات". تتلاشى هذه الروايات المختلفة حين تراه مقبلا في بدلته الرياضية الخضراء التي تحمل علم بلاده حاملا معه لافتة مكتوبا عليها “Walk for global peace. From Karachi to Makka”  
والتي تعني "السير من أجل السلام العالمي. من كراتشي إلى مكة" 


الحاج الباكستاني كارازادا يسير من أجل السلام

ينوي هذا الحاج الباكستاني - 37 عاما - قطع مسافة تتراوح مابين 5 و 6 ألاف كيلومتر. بدأها منذ حوالي أربعة أشهر من مدينة كراتشي مرورا بإيران والعراق والأردن حيث وصل أخيرا إلى الأراضي السعودية في الثاني من شهر سبتمبر الجاري قطع خلالها وحتى يوم 24 سبتمبر حوالي 3687كم حيث يسير بمعدل 60 كيلومترا يوميا مسجلا بذلك رقما عالميا لأطول مسيرة سلام. يشكر الحاج المواطنين والحكومات في كل البلدان التي عبر من خلالها على حسن استقبالهم له، و يرفض عروض الأشخاص المتكررة لمساعدته للوصول لهدفه بإيصاله راكبا. يُتوقع أنه إن سار على هذا المنوال فإنه سيصل إلى مكة المكرمة في الأول من أكتوبر لتأدية فريضة الحج بإذن الله.

من أجل الوحدة والسلام
 وعن الأسباب التي دفعته لمشقة السير على قدميه صرّح الحاج لوسائل الإعلام قائلا أن هدفه من هذه الرحلة هوالدعوة للسلام العالمي. حيث يتمنى الحاج أن يساهم في تغيير نظرة العالم السلبية تجاه بلاده قائلا أنه دائما ما يتم تجاهل التطورالإيجابي الذي يحصل في باكستان من قِبل وسائل الإعلام العالمية التي تركز على الأخبار السلبية فقط. مضيفا " لقد حان الوقت للاعتراف بالدور الذي تلعبه باكستان في تعزيز السلام أيضا" كما لفت النظر إلى الانقسامات الكثيرة التي تنتشر في المجتمع المسلم اليوم مؤكدا ضرورة العمل لمعالجتها لتحقيق التوازن والوحدة في المجتمع المسلم. تتعدى طموحاته الأمة الإسلامية للعالم كله فيقول "أريد الوحدة والسلام للأمة، ولكني أيضا أدعو لحوار حقيقي بين الأديان، فكل شخص في العالم لديه حقوق ويستحق الاحترام" 

ويقترب من تحقيق حلمه مرتديا ملابس الإحرام
رحلة السبعة دول
شغلنا العام الماضي الحاج البوسني سناد هادزيتش-47 عاما- حين قرر قطع 5700 كيلومتر سيرا على الأقدام قاطعا حدود 7 دول في رحلة حج استغرقت حوالي العام. سناد هو الأكبر من بين أربعة إخوة توفيت والدته وهو طفل وكان هذا الوقت الذي بدأ فيه الاهتمام بالإيمان بالله تعالى. حين بلغ حوالي العشرين عاما بدأ بدراسة القرآن و العلوم الدينية حيث أصبحت امرا مهما في حياته. عمل سناد أستاذا مساعدا في جامعة البوسنة إلا أن الكساد الإقتصادي دفع بنصف سكان البوسنة إلى البطالة، فقرر سناد العمل في الحقول برفقة بعض أصدقائه من أجل كسب المال. بعد أن فقد والده في الحرب التي قامت في بلاده في التسعينات الميلادية، راوده حلم أنه سيسير مشيا إلى مكة وتكرر الحلم ثماني مرات واصفًا له بدقة الطريق الذي يجب أن يسلكه ليصل إلى البيت الحرام.


الحاج البوسني سناد هادزيتش صاحب الرحلة الأطول التي استغرقت 314 يوما

تحقيق الحلم
كان الدافع الرئيسي له للحج مشيا هو عدم توفر الماديات ورغبته الشديدة في زيارة الأراضي المقدسة لتحقيق الحلم، جمع حوالي 200 يورو هي كل مالديه وغادر مدينته "بانوفيتش" في العاشر من ديسمبر عام 2011م. حمل معه حقيبة ظهر بها احتياجاته الاساسية، كان منها خرائط للدول السبعة التي سيقطعها بالإضافة لأعلام تلك الدول حيث وفي كل مرة يدخل دولة ما فإنه يربط علمها بجانب علم البوسنة على حقيبته. أثناء عبوره بصربيا المعروفة بحربها مع البوسنة استضافه بروفيسور صربي مسيحي في منزله لعدة أيام علم بمهمته وأحب مساعدته. انتقل بعد ذلك إلى بلغاريا حيث كانت درجة الحرارة في شتائها تبلغ 35 درجة تحت الصفر! مر من خلالها بسلام واصلا إلى تركيا وبقي فيها بضعة أسابيع للحصول على التصريح اللازم لقطع مضيق البسفور. 


ويركع لله شكرا عند وصوله للحدود السعودية

في شهر أبريل 2012م وصل الحاج سناد إلى سوريا التي كانت وقتها ومازالت تعاني من ظروف خطرة، يقول سناد إنه قطع الكثير من نقاط التفتيش سواء تلك التي تتبع الحكومة أو الثوار لكنه عندما يخبرهم انه ذاهب لبيت الله فإنهم يتركونه في حال سبيله. في الأردن كان الجو معكوسا عن بلغاريا حيث بلغت حرارة الصيف 44 درجة مئوية اضطر وقتها للبقاء شهرين على الحدود للحصول على تأشيرة الدخول للسعودية. وصل الحاج سناد للسعودية كضيف شرف للأسرة الحاكمة وأدى أخيرا وبعد 314 يوما من الترحال شعائر الحج لعام 2012م. عاد بعدها سالما غانما لوطنه بالطائرة بعد أن تبرع له أحد رجال الأعمال بتذكرة العودة حيث استقبله أقرباؤه في مطار سراييفو الدولي.

الحاج هادزيتش يصلي في المسجد النبوي بعد انتهاء مناسك الحج
 و اثنان من طاجكستان
لم يلفت الحاجان الطاجاكيان الرحالة عبد الرحيم حبيبوف- 65 عاما- و عبد العزيز راجابوف -64 عاما- الكثير من الاهتمام الإعلامي حين قررا الحج سيرا على الأقدام العام الماضي إلا حين توقفا في مدينة المرفأ في المنطقة الغربية من الإمارات العربية المتحدة حيث استقبلهم بعض المسؤلين من قطاع خدمات المدن وقدموا لهم الدعم لتمكينهم من انجاح رحلتهم والوصول بسلام للأراضي المقدسة. لقلة الأحصائيات الدقيقة حول الحجاج الراجلين؛ لايمكننا معرفة إن كانا قد تمكنا من تأدية مناسك الحج والعودة بسلام.

الحاجان الطاجكيان حبيبوف و رجبوف أثناء مرورهما بدولة الإمارات
تحديًا للظروف
عقد الحاج الفلسطيني الخمسيني عوض عودة العزم على أداء مناسك الحج مشيا على الأقدام قاطعا مسافة تزيد عن 1700 كيلومتر علما بأنه أدى هذه الفريضة عام 1992م راكبا. يقطن الحاج عوض مخيم "الدهيشة" للاجئين القريب من بيت لحم و ينحدر من عائلة هاجرت عام 1948م من بلدة السفلة واستقرت في مخيم الدهيشة، توفي والده و لم يره قط واستشهد خاله وعمه وشقيقه الأكبر ابراهيم وعاش حالة اليتم والفقر. عن دوافعه يحكي الحاج عوض ويقول:هذه الرحلة هي الاولى من نوعها التي يقوم بها فلسطيني من أراضي السلطة الوطنية الى السعودية مشيا على الأقدم وأضاف أنني لم أسمع أحدا من أبناء الوطن قام بهذه الرحلة خاصة نتيجة للظروف التي نعيشها وسيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وتحكمه في كل شيء. 

الحاج الفلسطيني عوض عودة
  وفعلا بدأ الحاج رحلته منطلقا من مدينة القدس باتجاه معبر الكرامة الى الأردن في رحلة تستغرق مابين 25 و 30 يوما. و عند وصوله إلى الحدود السعودية تم استدعائه من قبل المخابرات والتحقيق معه، فوجيء بعد ذلك –بحسب وسائل الإعلام المتابعة للقضية- بإصدار قرار من وزير الخارجية السعودي يمنعه من الحجّ هذا العام تخوفا من أن الموافقة ستؤدي إلى زيادة كبيرة للحجاج المشاة، مايضر جهود تنظيم الحج وسير الحجاج. وبرغم محاولة الديوان الملكي الأردني والسفارة الفلسطينية لحل الإشكالية والسماح لعودة بالحج إلا أن المحاولات بآءت بالفشل فعاد عودة لوطنه دون أداء شعائر الحج لعام 2011م.
الشعار الذي كان يرفعه
نذر لله أن يحج ماشيا
نذر الحاج أبوبكر الشيشاني عام 2009م أن يحج مشيا على الأقدام، حيث قطع حوالي 5000 كيلومتر بدءا من غروزني ذاهبا الى أذربيجان ومن ثم تركيا و سوريا و الاردن و السعودية واستغرق 98 يوما كان يسير فيها بمعدل 100 كلم يوميا دون توقف أو مبالاة بوعورة الطريق ومخاطر السفر. قال بعد أن أنهى حجه: إن زاده الوحيد أثناء المشي كان تلاوة القرآن، مشيرا أن جميع الدول التي مر عليها ساعدته وهيأت له الطريق حيث كانت ترافقه بعض سيارات الدولة التي يعبرها حتى يفارق حدودها للحدود الأخرى. 

الحاج الشيشاني أبو بكر إيدالو
رفض الحاج الركوب مع من عَرَض عليه من الناس وأصر على الوفاء بنذره. وهو أن يدخل مكة سيرا على الأقدام مقلدا أجداده الذين كانوا يأتون من بلادهم سيرا على الأقدام في مجموعات وقوافل قاصدين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتعود قصة نذره إلى أيام حرب الشيشان مطلع التسعينيات الميلادية، إذ سقطت على منزله قذيفة أودت بحياة والده ووالدته وزوجته وثلاثة أبناء، فيما أصيب ابنه الرابع بإصابات بليغة. خيم عليه الحزن بفقد أهله، ونذر على نفسه أن يحج ماشيا إذا شفي ابنه المصاب "شريف". وبالفعل، كتب الله الشفاء للطفل ذو العشرة أعوام، ففرح والده كثيرا وقرر الوفاء بالنذر.حاول الحاج أبوبكر العودة مشيا بعد أداء الفريضة فعاد إلى دمشق مرورا بالاردن لكن صادفته بعض المشاكل الصحية التي اضطرته أن يسافر من دمشق بطريق العودة بالطائرة.

الحاج إيدالوا عقب وصوله إلى المدينة المنورة
صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ
كان هذا لسان الحاج اليمني محمد صالح أحمد البالغ من العمر 64 عاما حيث حج لبيت الله الحرام ماشيا من صنعاء في رحلة استغرقت 32 يوما. تحدث لأحد الصحفيين بعد إتمامه الحج بسعادة غامرة قائلا: الحمد لله الذي مكنني من تحقيق أمنية أداء فريضة الحج التي كانت تراودني منذ سنوات عديدة لكن ضيق ذات اليد وتعذر جمع المبلغ المطلوب الذي يصل الى 350 ألف ريال يمني حرمني من ترجمة تلك الأمنية الى واقع. فقررت هذا العام أداء الحج بأي حال من الأحوال ولسان حالي يقول "صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ" وبدأت رحلتي من التاسع والعشرين من شهر شوال الماضي رغم أنه لم يكن بحوزتي سوى 253 ريالا سعودي وكنت أنام ليلا وأسير على قدمي نهارا في رحلة شاقة للغاية عن طريق جازان ثم محايل عسير وطريق الساحل والباحة. وصل الحاج محمد صالح في نهاية المطاف إلى مكة المكرمة في الثاني من شهر ذي الحجة عام 2007 ميلادية.

ماشيًا عشر حجّات
على الرغم من قرب المسافة نسبيا إلا أن إصرار الحاج السعودي محمد عطية الزهراني على الحج ماشيا يستحق الإعجاب. حيث تخطى عمره المئة ربيعا حين أدى شعائر الحج عام 2011م. رافضا كل توسلات أبنائه له بركوب حافلة في الحج حيث أصر على أن يؤديه سيرا على الأقدام كما أداه في العشر مرات الماضية التي حج فيها بنفس الطريقة! ففي تصريح لأحد وسائل الإعلام يقول ابنه "أحمد" : إن والدي يفضل الحياة البسيطة والطبيعية فمنذ 20 عامًا وهو لم يجلس أمام المكيف كما لم يراجع أي مستشفى أو مركز صحي وذلك لمحافظته على صحته والمشي يوميا لمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات.

الحاج السعودي محمد عطية الزهراني
تكليفٌ للنفس بما لم يفرضه الله
يعتقد الدكتور عقيل العقيل أستاذ الشريعة في جامعة الملك سعود أن الأصل في الحج ماشيا الجواز لكنه من تكليف النفس فوق طاقتها بأمر لم يفرضه الله علينا، فلا يجب أن يدع الانسان ما أنعم الله به علينا من وسائل المواصلات الحديثة وهو يستطيع ذلك. ومن لم يستطع ذلك فالحج لايجب عليه حيث يقول سبحانه وتعالى "‏ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" فالأمر مربوط بالاستطاعة سواء بدنية أو مادية أو حاجة المرأة لمحرم فلاينبغي أن يستدين الشخص ليؤدي فريضة الحج.
يضيف أيضا أنه يخشى من أمر عظيم في الحج ماشيا في هذا الوقت وهو أن بعض الناس تبحث عن الشهرة أثناء أداء عبادة من أعظم العبادات، فالمفترض أن أول ما يقوله الحاج عند أداء المناسك "لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك" يعني أني أخلص عملي لك وحدك. يقول: فمن يأتي بهذه الطريقة وهو مستطيع أخشى أنه كمن لبس ثوب شهرة فهذا يسبب فساد عبادته ودخولها في باب الرياء.

مساعدة الفقير المحتاج أولى
يكمل د.عقيل: لي رؤية فيمن يدفعون أموالا ليحججّوا غير المستطيع حيث أرى أنهم مخطؤن، فمن لايستطيع تأدية الحج لم يوجبه الله سبحانه وتعالى عليه. فلو دفع المقتدر المال لفقير يحتاج الأكل والملبس أو لمُعسر عليه ديون وفواتير قد تدخله السجن فهو من باب أولى. مع الأسف لدينا عدم فقه في النصوص فكيف يدفع أحدهم المال لمن لايجب عليه الحج ويترك من لديه احتياجات ضرورية؟ و من المؤسف أكثر تطاول البعض للأخذ من مال الزكاة لإعطائه لمن يرغب بالحج وهذا خطأ وعبث بالنصوص و أرى أنه من القول على الله بغير علم وقد حذرنا الله من ذلك وربطه بالشرك حيث قال " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ"
أخيرا يضيف الدكتور أن من الواجب الوفاء لمن نذر لله أن يحج ماشيا وهو مستطيع على ذلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (من نذر أن يطيع الله فليُطعه) لكنه صلى الله عليه وسلم في ذات الوقت لا يحبذ النذر بصفة عامة فيقول عنه (إنه لا يأتي بخير ، وإنما يُستخرَجُ بِه من البخيل)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق