السبت، 4 مايو 2013

أيهما تفضلين.. شراكة القريب أم الغريب؟



يشكل بدء مشروع جديد تحديا كبيرا لكل امرأة طموحة، جزء كبير من هذا التحدي هو إيجاد الشريك المناسب للمساعدة في حمل الاعباء واقتسام المجهود. فترى بعض السيدات أن مشاركة العمل مع أفراد الأسرة أفضل طريقة لسهولة التواصل والخبرة السابقة في التعامل مع هؤلاء الأشخاص. في حين ترى نساء أخريات أن القرابة لا تفيد في العمل بالدرجة الأولى حيث الكفاءة والقدرات العملية والشخصية من أولى متطلبات نجاح المشروع. فما هي الطريقة الفضلى لاختيار شريك العمل المناسب؟ و ما لذي يجب وضعه في عين الاعتبار عند اختيار أحد أفراد الأسرة كشريك في العمل؟



------------------------------------------------------------------
للأسف، نُشر هذا التحقيق مختصرا بشكل كبير في موقع سيدتي نت
  لذا أعيد نشره في المدونة مع خالص الشكر والتقدير لكل من تعاون معنا لإتمامه
------------------------------------------------------------------


زوات فلمبان
مشروع عائلي ناجح
تحكي لنا السيدة زوات فلمبان عن تجربتها الناجحة في عمل مشروع عائلي حيث تدير هي وابنتيها رباب وريم خورشيد دار الريم للعبايات والأزياء كانت منذ 17 عاما. تقول زوات لم أكن أحب شراء العبايات الجاهزة من السوق وكنت أفضل أن أصممها بنفسي، فلاحظت إعجاب من حولي بما ألبس مما دفعني للتفكير في تنفيذ هذ التصميمات على نطاق أوسع. حاليا تعمل ابنتها رباب خورشيد في قسم الأزياء في الدار، بينما تساعد ريم والدتها في تصميم العبايات و تقوم بتصميم المجوهرات.  لا تحبذ زوات فكرة العمل مع غير الأسرة، تقول  أنه من الصعب التعامل مع الأغراب لأن الواحد لن يستطيع فرض رأيه فلكل انسان رأي يتمسك به و الغريب له مثل ما لك في العمل. و عندما تكون الشراكة في عائلة واحدة مثلا أم وبناتها يكون من الأسهل أن يضحي أحدهم من أجل الآخر وسيتعاون الجميع. كما أن اجتماع أفكار الشباب الجديدة مع خبرة الكبار يعطي نتيجة رائعة. من ناحيتها تؤيد ريم رأي والدتها وتقول أنه من الأفضل أن يدخل الشخص في شراكة عائلية و أن ذلك يكون أنجح تفاديا للمشاكل واختلاف الآراء.
دار الريم للعبابات والأزياء


نادية فقيه

الأولوية للكفاءة
شاركتنا السيدة نادية فقيه تجربتها في انشاء مدرسة نادية الأخلاق النموذجية لرياض الأطفال والصفوف الابتدائية. تقول شاركتني ابنتي الكبرى داليا في الإدارة أيام تأسيس المدرسة لكنها لم تستمر كون أن هذا المجال ليس من اهتماماتها. والآن تعمل لدي ابنتي الأخرى دينا حيث بدأت كمعلمة ومن ثم أصبحت مشرفة لقسم رياض الأطفال. بالنسبة لنادية لا ترى هناك حاجة لازمة لوجود شريك في العمل من الأسرة حيث الأولوية للأكفأ صاحب الدراسة والخبرة المطلوبة.  مشكلة عقود المدارس الأهلية تلقي بظلالها على مشروع نادية حيث تشتكي من عدم التزام العديد من المتقدمات للوظائف وعدم احترامهن للعقود. من تجربتها تجد نادية أن حوالي 70% من المتقدمات للوظائف يفتقرن للإخلاص والالتزام بالعمل، فتأتي المتقدمة للوظيفة وتداوم لبضعة أيام ثم تترك العمل بدون تفسير مقنع. تقول نادية عندما تتوفر المؤهلات لدى الموظفة وتضاف عليها درجة القرابة هنا تضمن درجة الإخلاص وتكون من أسعد الناس حظا!
مدرسة نادية الأخلاق

سميرة غنيم

الغريب باعني
السيدة سميرة غنيم لديها تجربتان في العمل مع الأسرة ودونها. المشروع الأول الذي عملت عليه كان بالشراكة مع صاحب محل للملابس وكان الاتفاق أن يكون عليه المكان وهي تحضر البضاعة. حيث كانت  تجد بعض السلع المميزة والغريبة في أشكالها وموديلاتها أثناء سفراتها المتعددة إلى الخارج وتقوم بعرضها عند صاحب المحل. نجح الأمر في البداية حتى بدأ الرجل يعرف أماكن هذه السلع وانواعها فأصبح يحضرها بنفسه مما أخرج سميرة شيئا فشيئا خارج دائرة العمل واستمر هو في المشروع وحده.

إلهام غنيم
بيني وبين أختي تفاهم
المحاولة الثانية لسميرة كانت بالشراكة مع اختها إلهام غنيم. تقول سميرة: الحمد لله بيني وبين أختي تفاهم وهذا المشروع كنا نفكر فيه منذ زمن لكننا كنا نؤجله. اتفقت مع اختي أننا حتى لو أخطأنا وتعرضنا لخسائر فأنا سأتحمل نتيجة قراراتي. سهولة التواصل من أهم عوامل ارتياح سميرة في هذا المشروع كما أنها تعتقد أن لديهما تقارب في التفكير وفي إدارة المشروع.  مشروع سميرة وإلهام غنيم هو عبارة عن ركن "الرضا"  للمأكولات الشعبية الحجازية بشكل خاص. تقول سميرة أنا وأختي من مرتادي المطاعم ونلاحظ دائما ما هو مفقود ويبحث عنه الناس. و نحن معروفين في العائلة بإتقاننا تحضير هذه المأكولات. لذلك قررنا أن نبدأ بشكل صغير واستأجرنا ركنا في أحد مراكز التسوق لنعرض وجباتنا المختلفة، ومن يريد منها بكميات أكبر يضع طلبه ونقوم بتحضيره في البيت ثم يأتي لاستلامها في الموعد المحدد.
ركن مأكولات الرضا في أسواق الدانوب


تصوير عائلي
تملك سفانة البار وابنة خالها أماني عقيل مشروعا صغيرا للتصوير الفوتوغرافي. تحكي لنا سفانة وتقول لدينا نحن الاثنان شغف بالتصوير الفوتوغرافي مما دفعنا للتعاون معا لشراء أدوات التصوير لممارسة هذه الهواية. وجدنا أنفسنا بعدها راغبين بمشاركة من حولنا، فأقمنا غرفة خاصة للتصوير في منزل خالتي و من يرغب بالتصوير من أفراد العائلة يتفق معنا على موعد للجلسة ونقوم بتصويرهم  مقابل سعر رمزي نستثمره في شراء أدوات تصوير مختلفة مثل العدسات والفلاشات والخلفيات. لا تواجه سفانة وأماني أي مشاكل في التوافق على كيفية إدارة العمل. لكن المشكلة الوحيدة هي أن سفانة تعيش في مدينة أخرى في منتصف أيام الأسبوع وهو الوقت المفضل عند أفراد الأسرة للحضور للتصوير حيث ينشغل الجميع في آخر الأسبوع ولذلك قل نشاطها بشكل كبير حيث اضطرت أماني إلى إقامة جلستي تصوير بمفردها. 
نموذج من تصوير سفانة واماني

عصام خليفة
العقد شريعة المتعاقدين
يؤمن عضو جمعية الاقتصاد السعودي الأستاذ عصام خليفة أن العقد شريعة المتعاقدين وهو المرجعية بين الشركاء في حالة الخسارة والاختلاف. و عندما يتعلق الامر بالمال لا يجب أن يختلف التعامل بين الغريب والقريب. فلابد من وجود عقد واضح وصريح يبين الإيجابيات والسلبيات ودور كل فرد في هذه الشراكة يشمل العقد تحديد كيفية توزيع الأرباح والخسائر أيضا.
بالنسبة لإدارة المشروع بشكل عام يعتقد الأستاذ عصام أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية لنجاح المشروع. أولها الخبرة، ومن ثم إجراء دراسة الجدوى التي تشمل الدراسات التسويقية والمالية، الأمر الثالث هو الإرادة والرغبة القوية حيث تبرز أهميتها في التعامل مع الأزمات، ففي حال عدم حصول الأرباح المطلوبة يسعى الشخص المؤمن بمشروعه إلى تطوير نفسه ومهاراته ومحاولة التسويق لمنتجه بمختلف الطرق حتى يصل المشروع لمرحلة الاستقرار. أمر رابع مهم خاصة فيما يتعلق بمشاريع سيدات الأعمال هو ضرورة الإشراف الشخصي على سير العمل بدلا من الاعتماد على العمالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق