الأحد، 28 أبريل 2013

رحلة البحث عن أمل..

 -"أمل" بحاجة إلى عملية استبدال صمام قلبي عاجلة ولم يوافق أي طبيب على إجراء العملية



المرض قضاء وابتلاء، لكن أحيانا تصعّب أخطاء البشر حياة بعضهم البعض كما حدث مع أمل التي امتدت معاناتها مع المرض حوالي عشرة أعوام تنقلت فيها حالتها ما بين الفشل الكلوي والتهاب لأحد صمامات القلب، الأمر الذي تطلب نقل كميات من الدم لها بشكل مستعجل لعلاجها تبين في ما بعد أن أحدها يحتوي على فيروس الكبد الوبائي. اليوم تتطور حالة الالتهاب في صمام القلب عند أمل ما يستدعي الجراحة المستعجلة لاستبداله فورا. و بالنظر لحالتها الصحية وتاريخها المرضي لم يجرؤ أي جرّاح على قبول تنفيذ العملية. فهل تجد "أمل" من يعطيها الأمل بالشفاء؟ أمل انفردت لـ "سيدتي" بقصتها وهذه تفاصيلها.



---------------------------------------------------------------------
 نرجو ممن يرغب بالمساعدة التواصل مع مجلة سيدتي مكتب جدة 2836200-02

أو التواصل معي شخصيا عبر المدونة
---------------------------------------------------------------------
 



لم يكن مجرد (دلع بنات)!
ابتدأت معاناة أمل عبد الله-32 سنة- مع المرض قبل تسع سنوات حين كانت في الثالثة والعشرين. تقول أمل في عام 2004م أصابتني أعراض مختلفة ومبهمة مثل شعور عام بالتعب والإرهاق وعدم الرغبة في الأكل وألم شديد في الأرجل. فعرضت حالتي على عدد من الأطباء أكد لي جميعهم أني لا أعاني من مكروه و أن أعراضي في الغالب نفسية و مجرد (دلع بنات). استمرت معي الأعراض حتى ذهبت لاستشارة الطبيبة هدى الرفاعي في مستشفى دار الشفاء حيث وبعد اجراء الفحوصات شخصت حالتي بفشل كلوي مزمن و وصفت لي إجراء غسيل كلوي عاجل. حضرتُ في قسم الطوارئ في مستشفى حكومي في اليوم التالي وبعد الفحوصات قاموا بزراعة قسطرة في العنق وبدأتُ بالغسيل عن طريق القسطرة لمدة 9 أشهر بمعدل مرتين اسبوعيا.

  التشخيص الأول للفشل الكلوي
  القسطرة بقيت أكثر من اللازم
تكمل أمل وتقول : كان من الواجب تغيير القسطرة وعمل عملية في يدي لوصل الشريان بالوريد للاستمرار بالغسيل الكلوي. وكنت أصاب بالحمى طوال الوقت ويضطر الأطباء لإعطائي الإبر لمعالجة ذلك. بعد إزالة القسطرة وعمل عملية اليد واصلت الغسيل الكلوي مابين4-6 أشهر. في عام 2005م أصبت بأعراض جديدة واضطر الأطباء لتنويمي في المستشفى فتبين لاحقا أني أعاني من التهاب في أحد صمامات القلب يرجح أن سببه من طول بقاء القسطرة. تم تنويمي في المستشفى الحكومي ونقل كميات من الدم لي و تلقيت العلاج اللازم وتحسنتُ لبعض الوقت.

الدم الملوث بفايروس سي
تكمل أمل: في أحد الأيام حضر الطاقم الطبي وأمر بعمل فحوصات مفاجئة لعدد من المرضى بقسم الفشل الكلوي. تقول أمل لم أكن أعلم ما الذي سيحصل سوى أني وبعدها بعدة أيام عندما أردت الدخول لقسم الغسيل الكلوي المعتاد أُمِرت بأن أدخل قسمًا آخر خاص للمصابين بفايروس الكبد الوبائي! تقول لم أستوعب ما حصل لكن شابا آخر من نفس المجموعة طُلِب منه نفس الطلب فاستشاط غضبا في الممرضة وتساءل عن كيفية إصابته بفايروس الكبد فاستُدعيت الإدارة وقدم شكواه لهم. تقول أمل شعرت بالخوف ولم أعرف كيف أتصرف ولم يأتِ لي أحد منهم ليعرض علي علاجا أو تعويضا عن هذا الخطأ الفادح، لكني فيما بعد استجمعت شجاعتي وطالبتهم بمعالجتي.  

التقرير الذي يثبت إصابتها بفيروس الكبد
  التهاب الرئة والقلب من جديد
واصلت أمل على غسيل الكلى بالمستشفى في الأجهزة الخاصة بالمصابين بفايروس الكبد. لكن متاعبها الصحية استمرت بالتزايد. ففي أواخر عام 2010م أصيبت بالتهاب رئوي حاد وتكسر في الدم أعادها لقسم الطوارئ وتم تنويمها على اثره لمدة 10 أيام، لاشتباه اصابتها بالدرن تم نقلها بداية لمستشفى حكومي آخر لوجود حجر صحي وبعد التأكد من عدم اصابتها بذلك أعيد نقلها إلى المستشفى الأول. بعد انتهاء العلاج خرجت أمل من المستشفى الأول بسبب بعد المواصلات وأصبحت تغسل كلاها في جمعية خيرية  قريبة من منزلها ومن ثم في شركة على حسابها الخاص.
تكمل أمل وتقول : في أواخر عام 2012م أصبت بسعال حاد لم يتوقف وزرت عدة اطباء وأجريت عدة فحوص، كتب لي أحدهم أدوية ومضادات حيوية لكن المشكلة لم تنتهي. استمر الوضع على هذه الحالة لمدة شهرين حتى قررت الذهاب لمستشفى خاص، فشخص الطبيب حالتي بأنها توسع في أحد صمامات القلب ووصف لي عدة أدوية عرضتُها على طبيبة الكلى التي نصحتني بعدم أخذها حيث أنها قد تؤثر على ضغط دمي بشكل سيء.

لا طبيب يجرؤ
تكمل أمل القصة فتقول: عدت إلى المستشفى الحكومي الأول وفوجئت بإغلاق القسم الخاص الذي كنت أُعالج فيه وبصعوبة شديدة استطعت إقناع الإدارة فقط بعرض حالتي على طبيب القلب الموجود في المستشفى. وفي غرفة الإدارة استُدعي طبيب القلب و بعد فحص حالتي أكد لي أن أحد صمامات القلب بحاجة لاستبدال وأن بقية الصمامات ماتزال سليمة. قصدت مستشفى خاص آخر لأخذ رأي ثالث فأكد لي الطبيب التشخيص السابق وضرورة اجراءي لعملية جراحية لكنه نصحني بالتوجه لمستشفى رابع حيث إن لديهم إمكانيات وأطباء أفضل. توجهت للمستشفى الرابع وقمت بعمل فحوصات وأشعة للقلب وأخذ استشارة. بعد ذلك تعاونَت معي جمعية أصدقاء القلب وحولوني لمستشفى خامس حيث عرضت حالتي على طبيب قلبية وطبيب جراحة. أخبرني طبيب القلبية بالمضاعفات المحتملة في حال اخترت القيام بالعملية حيث وبالنظر لحالتي الصحية المعقدة  قد تؤدي للوفاة وفي حال لم تجري العملية فان العلاجات قد تصيبني بتليف في الكبد. بعد زيارة طبيب الحراجة قررت أخذ العلاج الدوائي فوصف لي الطبيب أدوية لعلاج ضغط الدم وقرر لي عمل أشعة بعد 6 أشهر لمتابعة استقرار الحالة.
تقول الأمل الاختيار صعب إما أن تختار أن تموت على طاولة العمليات أو أن تموت بشكل بطيء ومتدرج. سأختار العملية الجراحية فقط في حال أعطاني أحد الأطباء الأمل بقدرته على معالجة حالتي .نحن عندما نذهب لطبيب يقول لنا مثلا انا نسبة نجاح العملية 50% وآخر يقول أن نسبتها 60% بالطبع سنذهب للطبيب الآخر حتى لو بدا الفرق ضئيلا.

  صورة أشعة لصمام القلب التالف

 التقرير المصاحب له
 حاولنا التبرع لها ولكن
"سيدتي" تواصلت أيضا مع نورة- 27 سنة- وهي أخت أمل . تقول نورة: قبل إصابة أمل بفيروس الكبد الوبائي واثناء علاجها للفشل الكلوي بالغسيل حاولت العائلة السعي لتحصل على متبرع كلى وحيث إنها غير سعودية، كان من الصعب وضعها في قائمة التبرع العام حيث الأولوية للسعوديين لذا اقترح عليها المستشفى إيجاد متبرع من العائلة لتسريع العملية. فقمنا جميعا بالفحص ولم تتطابق فئة دمها إلا مع والدي رحمه الله لكنه كان مصابا بسرطان البنكرياس في مراحله الأخيرة وكان في تبرعه خطر كبير على صحتيهما معا. ثم حاولنا بعد ذلك مرة أخرى بعد إصابتها بفيروس الكبد الوبائي حيث تعرفنا على مريض بالكلى أخبرنا أنه ذهب للعلاج في مستشفى في دولة عربية وحصل على تبرع وتحسنت حالته-حسبما يقول- تكمل نورة: ساعدنا الرجل و أعطانا المعلومات اللازمة حيث تبلغ كلفة العملية حوالي 100 ألف ريال سعودي. جهزنا الأوراق وحاولنا إرسالها للمستشفى لكن طبيب الكلى المتخصص لم يشجعهم على المضي قدما في هذه الخطوة حيث إنهم لا يعرفون بشكل شخصي هذا المستشفى أو الطبيب الذي سيقوم بالعملية وفي كثير من الحالات يتعرض الكثير من المرضى للاحتيال من قبل أشخاص غير مؤهلين يستغلون احتياجهم للعلاج من أجل الكسب المادي فقط فتراجعت العائلة عن هذه الخطوة وعدنا للاستمرار بالغسيل.


د. عثمان متولي
نجاح العملية يعتمد على خبرة الجراح
تحدثنا مع الطبيب عثمان متولي رئيس قسم القلب بمستشفى الملك فهد العام بجدة، وشرحنا له حالة أمل و موجز تاريخها المرضي وأخبرنا بعدة أمور:

-التهاون والتمادي في ترك القسطرة لأكثر من شهرين فيه خطر على حياة المريض، فكل يوم تبقى فيه تتسبب في دخول ميكروبات لمجرى الدم تؤثر على القلب، فيجب أن تبقى فقط بما يكفي لعمل عملية توصيل الشريان بالوريد ويجب أن تستخدم بعناية فائقة.

-فائدة العلاج الدوائي للصمام يعتمد على مدى تلف هذا الصمام.

- الحل الجراحي لأي مريض يعاني من تلف في صمام القلب ويحتاج للغسيل الكلوي فيه خطورة كبيرة حيث نسبة الوفاة عالية ونسبة الحياة ضئيلة حتى في أفضل المستشفيات فتعتمد على خبرة الجراح والمستشفى  في التعامل مع حالات مشابهة سواء كان المستشفى محليا أو بالخارج.

-حتى في حال نجاح العملية يبقى الصمام جسما غريبا يمكن أن يرفضه الجسم.

-أخيرا، ينصح الطبيب عثمان بالتوجه للمستشفى العسكري بجدة حيث لديهم خبرة بعمل 10 عمليات مشابهة لحالة أمل.



*حاولنا التواصل مع مدير الشؤن الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود لمعرفة الطريقة الملائمة لتحويل حالة أمل الطبية إلى المستشفى العسكري إن أمكن ولم يصلنا منه رد نهائي حتى موعد تسليم المادة*

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق