السبت، 13 أبريل 2013

هل يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعلم؟




تبرز يوميا وبشكل متزايد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها أحد مصادر التعلم. من صفحات الشركات والمؤسسات على فيسبوك. إلى الوثائقيات المتوفرة على اليوتيوب. مرورا بالعرض الآني للأحداث على تويتر وحتى موسوعة الويكيبيديا والتي تعتبر أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي. فماهي ميزات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم؟ وماهي سلبياتها؟ وهل تساهم في تحجيم دور الكتاب باعتباره المصدر الأول للمعلومة؟
 
بلال حلاب
يجيب على هذه التساؤلات وغيرها الاستاذ بلال حلاب، المدير العام لوكالة The Social Clinic المتخصصة في تقديم استشارات وسائل الإعلام الاجتماعية. يشاركنا رأيه حيث يعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مجرد وسيلة ترفيه حيث تزداد أهميتها في مجال التعليم والتثقيف. على سبيل المثال، نجد في الولايات المتحدة تزايدا نسبيا ملحوظا لاستخدام محرك بحث الفيسبوك مقارنة باستخدام محرك غوغل. بشكل خاص هناك اهتمام بمحرك البحث الجديد لفيسبوك، الـGraph Search ، والذي مازال قيد التطوير حيث يمكن استخدامه حاليا للبحث بشكل شخصي بين الاصدقاء لإيجاد مثلا من مِن الأصدقاء يحب الفنان الفلاني أو يفضل الطبخة الفلانية ولم يصل لمستوى استخدامه بشكل تربوي بعد.

محرك بحث الفيسبوك ينافس غوغل
يكمل بلال ويشرح أن بالإمكان استخدام فيسبوك للبحث عن معلومات تاريخية أو جغرافية أو علمية بشكل عام حيث توجد تقريبا صفحات لكل شيء على الفيسبوك فتظهر مباشرة في النتائج بالإضافة للنتائج التي يستخرجها الفيسبوك من محركات بحث غوغل أو Bing أو أحيانا ياهو. ففي البلدان الغربية يلاحظ ازدياد لاستخدام محرك بحث الفيسبوك مقارنة بغوغل بسبب توافر صفحات أكثر في الفيسبوك عنها في الغوغل.

تويتر يتابع الأحداث لحظة بلحظة
يعتقد بلال أن أهم ما يميز استخدام تويتر هو أنه يمكّن المستخدم من الحصول على المعلومات وقت حدوثها، ما يعرف بمصطلح "Real Time". حيث و في نفس اللحظة التي نتابع فيها خبرا آنيًا مثل وفاة الرئيس تشافيز الذي حصل منذ فترة قصيرة؛ سنجد تطورات الخبر تنشر مباشرة أثناء حدوثها مثل مراسم دفن الرئيس أو مراسم تنصيب الرئيس التالي. وهذا ينطبق أيضا على أي حدث آني مثل حصول الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل والحروب وحتى مؤتمرات إطلاق المنتجات المهمة مثل مؤتمر إطلاق آيفون5. فلابد أن نجد الكثير من الأشخاص أو المؤسسات ذات الصلة التي تغرد حول الموضوع أثناء تطوره. فلم تعد هناك حاجة ماسة للصحفيين مثلا للوجود في قلب الحدث حيث يمكنهم الحصول على الأخبار عن طريق تويتر.

ويكيبيديا: موسوعة التواصل الاجتماعي
من المهم جدا معرفة أن الويكيبيديا هي أيضا نوع من مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقوم أشخاص عاديون بالتسجيل في الموقع وتحرير الملفات الموجودة عن مختلف الموضوعات وتحديثها. فيقال أن الويكيبيديا لو تمت طباعتها على الورق فسوف تشكل كتابا مؤلفًا من ملايين وملايين الصفحات! من وجهة نظر شخصية يعتقد بلال أن المعلومات الموجودة على الويكيبيديا صحيحة بنسبة 99% حيث إن الأشخاص الذين يقومون بكتابة الصفحات يكونون داعمين للفكرة وأوفياء لها فيكتبوا عنها بصدق قدر الإمكان. في المثال السابق عن وفاة الرئيس تشافيز يمكن الدخول مباشرة على صفحة الرئيس في الموسوعة لنجد أن المستخدمين قد قاموا بتعديلها وإضافة تاريخ وفاته والمعلومات المرتبطة بها بشكل سريع. من ناحية أخرى يمكن أيضا أن توجد مقالات غير موضوعية مثل المتصلة بالسياسة وهذا هو السبب الرئيس في عدم وجود ثقة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إيجابيات وافرة، وسلبية وحيدة
تكمن الإيجابية في التواصل الاجتماعي كما يعتقد بلال في وفرة المعلومات وتنوعها. فأي طالب يدرس مادة الجغرافيا مثلا ويجد صعوبة في تخيّل تضاريس البلدان المختلفة والفروقات بينها؛ يمكنه اللجوء إلى الفيسبوك وInstagram وPintrest والويكيبيديا أيضا ليعثر على صور وفيديوهات و وسائط مد النظر. يمكن بطبيعة الحال أن يجد صورًا ملفقة، فيمكن أن يأتي شخصٌ ما بصور من جبال الألب ويضعها على أنها صور من جبال لبنان وهذه يسهل تكذيبها و لا تحصل بشكل كبير.
من ناحية الأهل أيضا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تساعدهم في التفاعل مع أبنائهم الطلبة، فيمكن للأب أو الأم زيارة هذه المواقع المختلفة والحصول على المعلومات في شتى صنوف المعرفة ومشاركة الحديث مع ابنائهم في الأحداث التي تهمهم، فترفع  بالتالي عنهم الحرج في حال لم يكونوا على درجة من الثقافة أو التعليم.
يقول بلال بصفة عامة يعطينا التواصل الاجتماعي معلومات وصور وافرة، كما يعطينا أخبارا مباشرة تحصل الآن، فيساعد بالتالي في التعليم ويعطي قيمة نوعية للمعلومات. لكنه من جانب السلبيات لا يغني عن الكتاب فقط في مجال الثقة حيث إن بعض المعلومات غير موثقة وغير مراقبة وهنا يجب أن ينتبه المستخدم لكيفية استخدامه لهذه المعلومات.

التواصل الاجتماعي جزء من مستقبلنا
أخيرا يضيف بلال بقوله أننا لا يجب أن نعطي هذه الوسائل تخوفا أو اهتماما أكثر من حجمها. فهي على طريقها لتصبح جزئا من حياتنا شئنا ذلك أم أبينا. فعملية البحث عن المعلومات والأشخاص تصبح أمرا طبيعيا جدا أكثر وأكثر. منذ أربع أو خمس سنوات تقريبا كان من الصعب جدا أن تتقبل مجتمعاتنا العربية المحافظة مثلا فكرة وضع الصورة الشخصية أو الاسم الحقيقي للمشارك على صفحات الانترنت. فأي مجتمع يتشاءم من الشيء الجديد وينفر منه لكنه يعتاده بعد فترة وهذا ما يحصل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق