السبت، 12 أبريل 2014

الرحلة MH 370 و موعد مع المجهول

 مايزال البحث جاريا عن الطائرة الماليزية المفقودة بعد مرور أكثر من عشرة أيام على اختفائها قبالة سواحل ماليزيا أثناء اتجاهها إلى بكين. تشارك في البحث بحسب وكالات الأنباء 26 دولة باستخدام 58 طائرة  و 43 سفينة، و يمتد البحث على مسافة تصل إلى 50 ميل بحري (حوالي 93 كلم)، ويشمل نطاق البحث أراضي 11 دولة، دون التوصل إلى أي إجابات شافية تعطي أهالي الركاب الفرصة للإحساس بالسلام لمعرفة مصير أحبائهم. فمالذي حصل للطائرة الماليزية؟ وكيف اختفت؟ وماهو مصيرها؟
كُتبت المادة بتاريخ 18 مارس ونُشرت بتاريخ 5 أبريل 
في تحقيق مدمج برفقة الزميلة كندة صبيح



 انطلقت الرحلة MH 370 يوم السبت الثامن من مارس من مطار كوالالامبور باتجاه بكين، الطائرة من طراز بوينج 777 حملت معها 227 راكبا و 12 فردا من الطاقم. أقلعت الساعة 12:41 صباحا بحسب التوقيت المحلي. بحسب NBC News، ماحصل كان كالتالي:

الساعة 01:07 صباحا
أرسلت الطائرة بثها الأخير عن طريق نظام ACARS "نظام معالجة وإبلاغ إتصالات الطائرات" الذي يرسل معلومات الصيانة، لأبراج المراقبة على الأرض.
هذا النظام توقف في وقت لاحق عن العمل. وليس من الواضح ما إذا كان توقفه كان قبل أو بعد آخر اتصال لفظي بالرحلة 370 لسطح الأرض، وذلك بحسب تصريح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الماليزية أحمد جوهري يحيى للصحفيين.

الساعة 01:19 صباحا
الكلمات الاخيرة من الرحلة 370 إلى الأرض كانت: " حسنا ، ليلة سعيدة " هذه الكلمات قيلت على ما يبدو من قبل مساعد الطيار، فريق عبد الحميد ، وفقا للرئيس التنفيذي. الرحلة 370 كانت توقّع خروجها من مراقب الحركة الجوية الماليزي.

الساعة 01:21 صباحا
توقف متلقي الطائرة عن العمل, وكانت هذه أيضا اللحظة التي كان من المفترض للطائرة تقييد دخولها في نطاق مراقب الحركة الجوية في فيتنام، وفقا للسلطات الفيتنامية. فإن الطائرة لم تقيد دخولها أبدا.
متعاطفون يلتقطون صورا بجانب رسائل كُتبت عن الرحلة المفقودة في مطار كوالالامبور الدولي

الساعة 02:15 صباحا
كشفت الرادارات العسكرية الماليزية عن وجود الرحلة 370 في المدخل الشمالي لمضيق ملقا، جنوب جزيرة فوكيت، تايلاند ، وغرب شبه الجزيرة الماليزية. مبتعدة بذلك مئات الأميال عن مسارها.

الساعة 06:30 صباحا
كان من المقرر أن تهبط الرحلة 370 في بكين.

الساعة 08:11 صباحا
قام قمر صناعي تجاري، تديره الشركة البريطانية Inmarsat ويدور حول الأرض على ارتفاع 35 ألف كيلومتر بالاتصال الأخير مع الطائرة، فيما يعرف بـ "المصافحة" الرقمية التي تتكرر كل ساعة كما يصفها مسؤولو صناعة تكنولوجيا المعلومات.
باستخدام زاوية القمر الصناعي، رسم المحققون قوسين واسعين يُعتقد أن الطائرة كانت على طول واحد منهما في تلك الساعة. يمتد أحد الأقواس عبر حدود كازاخستان وتركمنستان وصولا إلى شمالي تايلاند. ويمتد القوس الثاني من إندونيسيا وصولا إلى المحيط الهندي جنوبا.

الترقيات لنظام القمر الصناعي تسمح له بالحصول على بيانات الموقع والارتفاع والسرعة من الطائرات، ولكن الرحلة 370 لم تكن مجهزة لبث تلك البيانات. هذه المعلومات نشرتها The Wall Street Journal بعد اطلاعها على التحقيق.
رسم بياني للأقواس التي التقطها القمر الصناعي، المصدر: رويترز

كل الاحتمالات ممكنة
توقع المسؤلون بعد اختفاء الطائرة مباشرة أنها تعرضت لعطل ميكانيكي وسقطت في المحيط، وقامت السلطات الفييتنامية بالتبليغ عن بقعة زيت قرابة سواحلها، وبلغت جهات أخرى عن وجود مايشبه "باب" يمكن أن يكون للطائرة وعن ما اعتُقد أنه جزء من ذيل الطائرة. لكن عمليات البحث أكدت أن أي من هذه الأشياء ليست على علاقة بحطام الطائرة المفقودة.  بالتالي، أصبحت كل الاحتمالات الأخرى ممكنة، منها أن الطائرة يمكن أن تكون قد انفجرت في السماء من ارتفاع يقدر بنحو 10 آلاف كيلو متر بسبب عطل ميكانيكي، ما تسبب بتفتت أجزائها وسقوطها على أماكن متفرقة من المحيط الأمر الذي يفسر عدم العثور على أي من أجزائها. احتمال آخر وهو أن الطائرة تعرضت لعمل إرهابي، وقد ادعت مجموعة صينية غير معروفة أنها قامت باختطاف الطائرة، إلا أن العديد من الجهات الرسمية ووكالات الأنباء صرفت النظر عنها باعتبارها شائعة.
الإيطالي لويجي يبلغ عن جوازه المسروق في تايلاند

جوازات مسروقة، وشبهة اختطاف
ركزت الجهات الرسمية أيضا على شخصين صعدا على متن الطائرة ثبت أنهما استخدمها جوازي سفر مزورين أحدهما باسم "لويجي مارالدي" –إيطالي- والآخر يدعى "كريستيان كويل" – نمساوي- وقام المسافران بشراء تذكرة باتجاه واحد. إلا أن هذا لم يكن كافيا لتأكيد حصول اختطاف أو عملية إرهابية حيث تعرف المنطقة بالهجرات غير الشرعية والاتجار بالبشر. المعلومات الأخيرة عن الخط الزمني للأحداث دفعت جهات التحقيق للتركيز على إمكانية ضلوع ربان الطائرة زهير أحمد شاه و مساعده عبد الحميد في القيام بعملية اختطاف منظمة، لكن النتائج الأولية تستبعد وجود نية مسبقة للاختطاف.
جموع غفيرة من المسلمين يقيمون صلاة الغائب على أرواح المفقودين

حقيقة الاختفاء
مايمكن قوله بكل تأكيد أن الحقيقة حول أسباب اختفاء الطائرة ماتزال مجهولة. فجميع المعلومات المؤكدة قليلة ولاتدل على أي احتمال محدد. وهذا هو أكثر مايقلق أهالي الركاب، فلايزال يرابط بعضهم في المطارات منذ حصول الحادثة حتى الآن رغبة في الحصول على إجابات حول مصير أحبائهم، داعيين الحكومات لتجنب الخلافات السياسية والتركيز على معرفة الحقيقة. و قد تجمع آلاف المسلمون في ماليزيا لإقامة صلاة الغائب على أرواح الركاب، في حين تجمع آخرون من مختلف البلدان والديانات لإقامة الصلوات وتقديم الدعم المعنوي لأسر الركاب الذين فقدوا أحبائهم في حدث غامض وفريد من نوعه في الزمن المتواصل الذي نعيش فيه، حيث تنتشر الأخبار من طرف الكرة الآرضية  لطرفها الآخر أثناء حصول الحدث فعليا. فأين يمكن أن تكون الطائرة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق