السبت، 15 فبراير 2014

تكنولوجيا المعلومات في فصول القرن الواحد والعشرين


 محو أمية القرن الحادي والعشرين هو مصطلح يستخدم بكثرة هذه الأيام وتعرفه عدة جهات تعليمية رسمية تشترك في نفس الهدف. وهو أن الجهل بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أكثر من مجرد عدم توفر المهارات التكنولوجية؛ بل إن محو أمية القرن الحادي والعشرين يأتي بتعليم المواد الاساسية مع تطبيق هذه المهارات التعليمية الحديثة وأدوات الاتصال. بحسب بحث نشره المجلس الوطني لمعلمي اللغة الإنجليزية (NCTE) في الولايات المتحدة فإن حوالي 80% من أطفال الحضانة قد استخدموا جهاز كومبيوتر، و أن حوالي 50% من الأطفال تحت عمر 9 سنوات قد استخدموا الانترنت من قبل. هذا يعني أن التكنولوجيا الحديثة سوف تغير من مفهوم التعلم Literacy والذي عكسه الأمية Illiteracy بحيث تعطي الفرص للمعلمين من كل المستويات لتعزيز القراءة والكتابة في سياقات أكثر تنوعا وتشاركية. فيما يعرف بـ 21st-Century Literacies أو مهارات القرن الواحد والعشرين.


الفصل الدراسي في القرن الواحد والعشرين
من الأسباب المهمة لتشجيع المعلمين على إدراج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية هو أنها تساهم في تكييف الطلاب والمعلمين أيضا على أساليب تعليم متنوعة كما أنها تحفز دافعية الطلاب وتعزز من قيمة المادة المدرسة. كما أن التحول في استخدام الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، والحاجة إلى مهارات الكمبيوتر في القوى العاملة يجعل إدراج التكنولوجيا الحديثة في التعليم حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى. هذه التغييرات بالإضافة لتغيير أسلوب تواصل المتعلمين في القرن الواحد والعشرين أثر على طرق الاستفادة من أجهزة الكومبيوتر في الفصول الدراسية. حيث يسعى المدرسون من أنحاء العالم للاستفادة من القرات المعززة للفصول الدراسية التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة. وذلك من خلال الاستفادة من المواقع التفاعلية والتي تعرف بأدوات (Web 2.0) كمواقع المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي والخرائط لتطوير أساليبهم في التعليم. مثل هذه الأدوات يتم استخدامها أيضا لتوسيع الاتصالات الفصلية لخارج أسوار المدرسة من خلال الأدوات التعاونية على الانترنت. هذه التطبيقات تركز على التعاون والتبادل وتشجع الطلاب على التعبير عن الذات، والتفاعل مع الأقران، وتعطيهم الفرصة لتجربة تعلّم مميزة. مايعني أن التعليم في القرن الواحد والعشرين يمكن أن يكون أكثر من مجرد سرد للوقائع المنصوصة في المنهج المدرسي بل تصبح عملية متكاملة من بناء العلاقات والصلات. فمع جهاز كومبيوتر واحد وكاميرا ويب وجهاز عرض واتصال بالانترنت؛ يمكن لأي مدرس التواصل مباشرة والتعاون مع فصول دراسية أخرى والتعرف على مجتمعات المعلمين واهتماماتهم المشتركة بتطوير التعليم بأساليب يصعب تكرارها في الحيز الواقعي.

الاستفادة من ويب 2.0 في الفصل
قدرة جهاز الكومبيوتر الفصلي على الوصول لتطبيقات الويب 2.0 مثل مجتمعات التعلم عبر الإنترنت و الأدوات التعليمية التفاعلية توفر تجربة تعليمية أكثر ديناميكية، مع تحقيق فوائد مباشرة للطلاب.  تقنيات الويب 2.0 التي يتم استخدامها داخل الفصول الدراسية جعلت من الممكن تقديم التعليم الضروري للطلاب خلال المرحلة الابتدائية من التعليم، بحيث يتم صقلها خلال المراحل المتوسطة والثانوية والتعليم العالي والتجارب الجامعية. كما يتم استخدام تكنولوجيا الحاسوب الفصول الدراسية لأنواع مختلفة من العرض والاتصالات والتفاعلات داخل الفصل، و التعاون مع الآخرين. فيتوجب على الطلاب أن يكونوا قراّء وكتابا ومحررين و ناشرين، و يجب أن يكونوا على استعداد للتعاون و المشاركة في خلق المحتويات مع الآخرين ، والعمل معا بشكل وثيق والتعلم في أثناء خوض التجربة. تفاعلات الويب 2.0  لا تنطوي فقط على تقاسم الأفكار أو المعلومات مع شخص آخر؛ ولكنها تعطي الفرصة لتلقي ردود الفعل Feedback . ومهارة التعامل مع ردود الفعل بالإضافة للمهارات السابقة تعتبر ضرورية لمستقبل الطلاب في مجال العمل.

كيف يمكن تطبيق ذلك؟
يمكن البدء بتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين افي الفصول الدراسية لتعزيز مهارات التعليم الأساسية كالتالي:
·         مهارات المعلومات والاتصالات: استخدام تكنولوجيا الاتصالات و معالجة المعلومات ، وأدوات البحث ( مثل معالجة النصوص ، والبريد الإلكتروني، برامج العرض ، والإنترنت ) للوصول إلى المعلومات وإدارتها ودمجها وتقييمها ، وخلقها ، ونقلها.

·          التفكير و مهارات حل المشاكل : استخدام أدوات حل المشكلات ( مثل جداول البيانات ، و أدوات التصميم ) لإدارة التعقيد، حل المشاكل، و إثارة التفكير الناقد والإبداعي ، و بشكل منهجي .

·         التعامل مع الآخرين و المهارات الذاتية: عن طريق استخدام أدوات التنمية الشخصية و أدوات الإنتاجية ( مثل التعليم الإلكتروني ، وتطبيقات إدارة الوقت وتنظيم الأعمال ، و أدوات التعاون مع الآخرين) ويهدف ذلك إلى تعزيز الإنتاجية و تنمية المهارات الشخصية. وتشمل هذه المهارات تحمل المسؤلية والقدرة على التكيف.

·           استخدام أدوات التكنولوجيا والاتصالات الرقمية: للوصول إلى ، وإدارة ، ودمج وتقييم المعلومات؛ بناء المعرفة الجديدة ؛ والتواصل مع الآخرين بشكل فعال.  (باستخدام معالجة النصوص والبريد الإلكتروني ، برامج العرض ، والإنترنت ، وجداول البيانات ، وبرامج الدعم  و اتخاذ القرار ، وأدوات التصميم و التعلم الإلكتروني ، وبرامج إدارة الوقت، و أدوات التعاون) جنبا إلى جنب مع مهارات التعلم للمواد الأساسية.

·         تعلم المحتوى الأكاديمي من خلال الأمثلة في العالم الحقيقي: يجب أن يتوسع التعليم خارج الفصول الدراسية بهدف زيادة الوعي المالي العالمي ، ومحو الأمية الاقتصادية والتجارية، و التثقيف بالحقوق المدنية.
مواصفات فصل القرن الواحد والعشرين. المصدر/Open Colleges

ضرورة استخدام تكنولوجيا المعلومات في الفصول
بحسب دراسة أجرتها مؤسسة Open Colleges  المتخصصة في التعليم عن بعد منذ القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، فإن فوائد استخدام تكنولوجيا المعلومات في الفصول الدراسية تتلخص فيما يلي:
·         ترفع دافعية الطلاب بنسبة 77% أكثر من أقرانهم الذين يتلقون تعليما تقليديا.
·         تساهم في تكييف الطلاب لأساليب تعليم مختلفة بنسبة 76%
·         كما تعزز من قيمة المادة التي يتم تدريسها بنسبة 76% عن طرق الشرح التقليدية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق