الأحد، 8 ديسمبر 2013

هل من المهم أن يشارك الأطفال في التواصل الاجتماعي؟


تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا هاما في حياة كثير من الشباب اليوم، حيث وجدت دراسة أمريكية أن أكثر من 60% من الذين تتراوح أعمارهم بين 13-17 سنة لديهم ملف واحد على الأقل في أحد المواقع، ويقضون مالايقل عن ساعتين يوميا فيها. ومثلها مثل بقية التقنيات والصرعات الحديثة؛ يصبح روادها أصغر سنا يوما يعد يوم حيث تشير دراسة أخرى إلى وجود 7.5 مليون مستخدم للشبكات الاجتماعية تحت سن الثالثة عشرة. هذا الأمر يشكل تحديا للأمهات والآباء المهتمين باللحاق بركب المتغيرات السريعة التي يبدو أن الأطفال الأصغر سنا على دراية بها أكثر من البالغين. فماهي إيجابياتها وسلبياتها؟ وكيف يمكن أن تساعديهم على استخدامها بشكل إيجابي آمن؟ تعرفي أيضا على الفائدة المستقبلية لاستخدام الشبكات الاجتماعية مبكرا في حياة ابنائك.

منافع ومخاطر
تعتبر منافع شبكات التواصل الاجتماعي امتدادا لمنافع التعامل مع بقية الأجهزة الذكية. حيث تتيح الفرصة للأطفال والمراهقين للقيام بالتالي:
-          المشاركة مع الأصدقاء في نشاطات مختلفة (التطبيقات-الألعاب الاجتماعية)
-          تطوير صلات اجتماعية جديدة مع أقرانهم ضمن مصالح مشتركة (مجموعات المدرسة-مجموعات الاهتمامات المشتركة)
-          التعبير عن الاهتمامات مثل (الأعمال الفنية ، والموسيقى ، والآراء السياسية)
-          تطوير التعبير عن الهوية الفردية الخاصة بهم.

في المقابل تنطوي الشبكات الاجتماعية على مخاطر مختلفة يمكن أن يتعرض لها الجميع من كل الأعمار مثل:
-          التعرض للمضايقات (Cyber bullying)
-          التصريح بأكثر ماينبغي من المعلومات الشخصية
-          التعرض للمعتدين البالغين
-          مشاركة الصور أو الفيديوهات التي يُندم عليها فيما بعد
-          التعرض لكميات كبيرة من الإعلانات التجارية التي قد لا تكون مناسبة للأصغر سنا
-          التعرض لخطر سرقة الهوية
-          قلة النشاط البدني بشكل عام 
دراسة حديثة: يوجد 7.5 مليون مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي تحت سن الـ 13

الوجه الآخر للتواصل الاجتماعي
أحيانا تدير الشبكات الاجتماعية وجهها البشع لمرتاديها بتعريضهم لكميات كبيرة من المضايقات من أشخاص ليسوا على علاقة شخصية بهم ولاتوجد بينهم مشكلة حقيقية. مثال ذلك هو ماتعرض له بعض الشباب صغار السن من الناشطين في تويتر في السعودية، حيث قدم "مشعل آل هلال" و "عبد الحميد الأطرم" و"باسل الثنيان" أحد حلقات البرنامج التلفزيوني الجماهيري "ياهلا" بمناسبة العودة للمدارس. وبرغم أن أداء الشباب في الحلقة كان جيدا بشكل عام إلا أن ذلك أعقبه الكثير من المضايقات وإطلاق النكات من رواد تويتر الذين من المفترض أنهم (الأكبر سنا) حيث سخروا من ضيوف البرنامج ومقدمه لمجرد أنهم صغار في السن. وأنشأوا من أجل ذلك "هاشتاق" وصلت عدد التغريدات فيه لحوالي 3 آلاف تغريدة كانت مسيئة في مجملها برغم وجود بعض المغردين الذين اعترضوا على هذه المضايقات غير الناضجة. تعلق اسماء حكمي على ماحصل قائلة "الحش و الطقطقه عليهم مالها أي مبرر و المبرر السخيف و الوحيد للي يحشونهم إنهم أطفال! هنا عاد يبان مين فعلا الطفل!"

لابد من مناقشة الأمر مع أطفالك وإرشادهم للطريقة المناسبة لإدارة صفحاتهم

كيف تساعدينهم على استخدامها بفعالية و أمان؟
إذا كان صغيرك يفكر في استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية هناك العديد من الطرق لمساعدتهم على استخدامها بأمان و بشكل مناسب. ناقشي الامر بحرية مع أطفالك وأرشديهم للطريقة المناسبة لاستخدام مواقع الشبكات الاجتماعية  وأقترحي عليهم أن :
-          يسيطروا على خصوصية المعلومات الخاصة بهم عن طريق تقييد الوصول إلى ملفاتهم الشخصية. حيث تعرض جميع المواقع الاجتماعية اختيار تحويل الملف لـ"خاص" أو "Private" لحصر الدخول ومشاهدة الملف لعدد من الأصدقاء المقربين.
-           الاحتفاظ لأنفسهم بالمعلومات التالية: الاسم الكامل والعنوان ورقم الهاتف، ورقم الهوية و رقم حساب البنك أو رقم بطاقة الائتمان.
-          مشاركة المعلومات التي يرتاحون لرؤية الجميع لها فقط.
-          التحدث مع والديهم قبل مقابلة أي شخص تعرفوا عليه على الشبكات وجها لوجه ومعرفة المخاطر التي يمكن ان تنطوي على هذه الخطوة.
بشكل طبيعي يجب وضع قوانين عامة لاستخدام الشبكات الاجتماعية والانترنت من حيث الوقت واليوم، و وضع حدود في حال كان استخدام هذه الشبكات يتداخل مع وقت الأسرة أو الانشطة الاجتماعية الخارجية .


انتبهي في حال كان طفلك يتعرض للمضايقات من أقرانه حيث تضخم وسائل التواصل الاجتماعي المشاكل
ماذا يحبون؟ وماذا يشاركون؟
ابراهيم – 7 سنوات- احتل حساب والده على الفيسبوك، لكن ليس بهدف التواصل الاجتماعي أكثر منه للعب على التطبيقات التي يقدمها الموقع والتي تحتاج في بعض الأحيان لمساعدة الأصدقاء. يقول ابراهيم " ماما عرفتني على لعبة المزرعة السعيدة وعلمتني كيف ألعبها، وساعدني بابا أيضا فهو لديه مزرعة كبيرة ومليئة بالحيوانات. أذهب أحيانا لمزارع جيراني وأسمّد لهم المحاصيل وأقدم لهم الهدايا" يهتم ابراهيم حاليا بلعبة Candy Crush ويلعبها أيضا على الفيسبوك ويحتاج من وقت لآخر لمساعدة أصدقاءه لتخطي المراحل.
أمجد- 11 سنة- يحب مشاركة بعض الصور التي تعجبه او التي يلتقطها في موقع انستاغرام. يقول " أشارك أحيانا الاقتباسات التي تعجبني من كتاب (بيكاسو وستاربكس) فهو كتاب ممتع" يهتم أمجد أيضا بمشاركة آخر الأخبار والنكات الطريفة في مجموعات العائلة على الـ WhatsApp
أنس – 16 سنة- أنشأ له قبل سنتين حسابا على الفيسبوك أسوة بأصدقاءه واشترك في مجموعة العائلة وتعرف على بعض أقرانه فيها. لكنه سرعان ما انجرّ لإضافة كل مايقترح الموقع عليه من أصدقاء أصدقاءه بغية اكتساب عدد كبير منهم دون اهتمام حقيقي بالتواصل معهم. يقول "بعد فترة تنبهت أختي الأكبر مني سنا للموضوع وعاتبتني وطلبت مني الاكتفاء بأفراد العائلة والأصدقاء الذين أعرفهم شخصيا حتى لا أتعرض للمضايقات والاستغلال والمحتويات غير اللائقة من أشخاص لا أعرفهم. وهذا مافعلت"


الاستخدام السليم والفعال لشبكات التواصل الاجتماعي سيعود بفائدة كبيرة على مستقبل طفلك.

بصمتهم الرقمية طريقهم للمستقبل
من المهم أن تدركي كيف أن استخدام طفلك اليوم لشبكات التواصل الاجتماعي سيؤثر بشكل كبير في تشكيل مستقبله. حيث ستؤثر بصمتهم الرقمية في إمكانية حصولهم على التعليم العالي أو في توفير العمل لهم مستقبلا وأكثر. فوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعدهم على انشاء روابط اجتماعية مع أشخاص مماثلين لهم في التفكير والاهتمامات بما في ذلك الموجهين والخبراء الذين سيساعدونهم على تحقيق اهدافهم على المدى البعيد. فاليوم بالفعل تعتمد كثير من الشركات وحتى الجامعات على معرفة نشاط المتقدمين المحتملين في هذه الوسائل للتعرف أكثر على شخصياتهم واهتماماتهم ومعرفة مدى مناسبتهم لتمثيل الجامعة أو الشركة. هذا الأمر سيصبح مستقبلا أكثر أهمية للأطفال اليوم، حيث ستزداد كمية معلوماتهم الشخصية المنشورة التي يمكن البحث عنها فوسائل التواصل الاجتماعي تضخم ماهو موجود بالفعل سواء كانت النواحي الإيجابية أوالسلبية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق