الأحد، 17 نوفمبر 2013

التواصل الاجتماعي: الأداة الأحدث للتعليم بالترفيه


التعليم بالترفيه أو مايُشار إليه باللغة الإنجليزية بمصطلح Edutainment والتي تجمع بين كلمتي Education  و entertainment هي عبارة عن أي محتوى ترفيهي تم تصميمه للتثقيف وكذلك للترفيه. بعض المحتويات تتساوى فيها قمية التعليم والترفيه معا، كما يوجد أيضا المحتوى الذي هو تعليمي في المقام الأول لكنه يحتوي على بعض القيم الترفيهية، وكذلك المحتوى الترفيهي بشكل اساسي الذي يشمل بعض القيم التربوية. فما أهمية وجدوى التعليم بالترفيه في وقتنا الحاضر؟ وهل يمكن دمجه في التعليم التقليدي؟ وما الذي تضيفه مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة لأسلوب التعليم بالترفيه؟ يساعدنا في الاجابة عن هذه الأسئلة الأستاذ لؤي الشريف المتخصص في هندسة البرمجيات. و يشاركنا أيضا بتجربته مع التعليم بالترفيه في برنامجه اليوتيوبي الذي يدخل موسمه الثاني هذا العام. 
يمكن القول أن فكرة التعليم بالترفيه قد وجدت منذ آلاف السنين، عن طريق سرد الامثال والقصص وحتى الخرافات التي تروج للتغيير الإجتماعي. ومع تطور الأدوات و التقنيات التي نستخدمها في حياتنا اليومية؛ تتطور أيضا أشكال التعليم بالترفيه فتشمل الأساليب الحديثة نسبيا الانتاج التلفزيوني والسينما، المعارض والمتاحف كما قدمت لنا الثورة التكنولوجية الحديثة المزيد من الأدوات مثل برامج الكومبيوتر وألعاب الفيديو وأخيرا الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي التي هي في طريقها لتغيير مفهوم التواصل والترفيه والتعليم لدينا بشكل غير مسبوق.
برنامج شارع السمسم من أشهر النماذج للتعليم بالترفيه
مالذي يميزه عن التعليم التقليدي؟
يعتقد لؤي انه يمكن تقريبا تعلم أي شيء بالترفيه كما أن أي وسيلة ترفيهية من الممكن أن نتعلم منها ولو الشيء القليل. يقول لؤي : إن أهم مايميز التعليم بالترفيه عن التعليم التلقيني التقليدي هو أنه يمكن أن يكون "ذاتي" أي بمادرة من الشخص نفسه في المنزل أو في أي مكان يكون فيه أو بأي أدوات تتوفر له. يرجع لؤي الفضل للتعليم بالترفيه في تعلمه للغة الفرنسية. يقول : عندما كنت أتعلم اللغة في معهد في فرنسا كنا ندرس مابين الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية. كان اسلوب التعليم يقسم اولا إلى حصص تقليدية بعد ذلك كنا نحضر بعض الألعاب مثل اوراق اللعب لتعلم أشياء معينة مثل الأرقام والأسماء والحيوانات بحسب اللعبة التي نلعبها. في آخر الدورات وبد وصولنا لمراحل متقدمة كان المعهد يأخذنا نحن الطلاب في جولة للمتاحف والمعالم الترفيهية لنمارس ماتعلمناه. برغم صعوبة تطبيق ذات التجربة في مجتمعنا المحلي لقلة المعالم الترفيهية والمتاحف إلا أن لؤي يؤمن أنه بالإمكان دمج التعليم بالترفيه بإدخال الموسيقى والافلام للمناهج التعليمية لكن هذا الامر من وجهة نظره يحتاج للكثير من القرارات الجريئة والحرية للتجربة وعدم التقيد بأنظمة تقليدية في التعليم عفى عليها الزمن.
برنامج Vsauce يشرح بعض الظواهر الاجتماعية والعلمية بطريقة مسلية
نماذج متعددة، ووسائل متجددة
من أشهر الأمثلة على استخدام التعليم بالترفيه في وسائل الإعلام هو برنامج الأطفال "شارع السمسم" الذي انطلق في أواخر الستينات الميلادية ، حيث يدخل موسمه الرابع والأربعون هذه السنة وتقدمه منظمة غير ربحية تعني بتقديم البرامج التثقيفية للأطفال. من الأفلام يمكن الإشارة لفئة الأفلام الوثائقية بشكل عام حيث تحصل بعض الأفلام على الكثير من التقدير والجوائز. نذكر على سبيل المثال فيلم An Inconvenient Truth التي يلفت النظر لمشكلة التغيرات المناخية والذي حصل على جائزتي اوسكار عن أفضل فيلم وثائقي و أفضل أغنية أصلية. تعتبر مكعبات التركيب والأحجيات أيضا من الألعاب التي تقدم المعلومات بأسلوب الترفيه. تركز البرامج التعليمية الترفيهية الحديثة على استخدام اليوتيوب كأساس من بين وسائل التواصل الاجتماعي حيث يجمع بين الصوت والصورة مما يعطي المقدمين لهذه البرامج المزيد من الحرية لانتاج وسائل الشرح المختلفة التي تجذب الجمهور المستهدف. نذكر من البرامج الناجحة على اليوتيوب برنامج Vsauce الذي يشرح بعض الظواهر الاجتماعية والعلمية حيث تخطى عدد مشتركيه الخمسة ملايين. أيضا نجد برنامج Minute Physics  الذي يركز على الظواهر والنظريات الفيزيائية ويشرحها باستخدام الرسومات المبسطة، كما يقدم برنامج Source Fed المواد الإخبارية أو العلمية الجادة بقالب فكاهي مسلٍ. التجارب العربية قليلة في هذا المجال. نجد منها المشروع الطامح "مدرسة إكس" الذي يقدّم بعض الشروحات المبسطة لبعض المفاهيم الفكرية والعلمية عن طريق الرسومات والصور التوضيحية، وأيضا برنامج " فلمها" الذي سنتحدث عنه في الفقرة التالية.
ترشح برنامج سورسفيد كأفضل سلسلة إخبارية ثقافية في الـ Streamy Awards
نكهة جديدة وسط البرامج الساخرة
للؤي الشريف تجربة يمكن القول بأنها ناجحة للتعليم بالترفيه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يقدم للعام الثاني على التوالي حلقات برنامج يوتيوبي بعنوان "فلّمها" من خلال قناته التي يتابعها حوالي 115 ألف مشترك ويشاهد الحلقات الآلاف يوميا. يقول لؤي: الفكرة كانت من البداية بسبب أني تعلمت اللغة الانجليزية بطريقة معينة وهي عن طريق الأفلام فأحببت مشاركة هذه الطريقة مع الآخرين. فكرة البرنامج هي عبارة عن محاولة لإيصال كيفية تعلم اللغة الإنجليزية بنفس الوسيلة الترفيهية التي تُعرض للناس. عند اعداد البرنامج وجد لؤي أن استخدام الأفلام والسكيتشات طريقة أفضل بمراحل من تقديم محتوى تلقيني جامد لايقدم الجديد سوى تكرار الأسلوب التقليدي باستخدام أداة حديثة كاليوتيوب.

بوستر الموسم الثاني من برنامج فلمها

التواصل الاجتماعي يعطينا فرصة الانتشار
مع دخول البرنامج موسمه الثاني ازداد تفاعل المشاهدين معه حيث شوهدت الحلقة الأولى من الموسم الثاني أكثر من 277 ألف مرة خلال أسبوعين فقط. تشجع الحلقات المشاهدين على التفاعل بطرح أسئلة معينة عن محتوى الحلقات للإجابة عنها عن طريق تعليقات اليوتيوب او تغريدات تويتر أو فيديوهات الكيك حيث يقدم البرنامج بعض الجوائز للمشاركات الأفضل. يهتم لؤي كثير باستغلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي حيث يرى أنها تعطيهم فرصة الانتشار في أكبر شريحة ممكنة بين الشباب. كما يجد عن طريقها أصداء تفاعل المشاهدين مع الحلقات حيث تدعم الأغلبية وتشجع فكرة البرنامج مع وجود فئة قليلة توافقه على الهدف لكنها تعترض على أسلوب استخدام الأفلام. يستغرب لؤي وجود فئة وإن كانت قليلة ترفض الفكرة نهائيا وتعتقد أن اليوتيوب ليس مكانا لهذا النوع من البرامج فهو مخصص للبرامج الكوميدية والسخرية فقط! كما وجد لؤي أيضا بعض الأصداء من بعض الجهات التعليمية لعرض تجربة البرنامج على الطلاب . يقول: لدينا بعض التواصل مع بعض المدارس لعرض التجربة أكثر منه لتطبيقها، لأنهم في الواقع مقيدون بلوائح وأنظمة قد تكون غير متساهلة مع فكرة الأفلام والأغاني أو ماشابه.

هناك تعليق واحد:

  1. مواضيعك رائعه اخت وفاء
    اتمنى لك استمرار التقدم والنجاح

    ردحذف