هل اقتناء هاتف محمول لطفل أو مراهق دون سن الرشد فكرة حسنة؟ هذا هو السؤال الذي أصبح يؤرق مضجع الوالدين في وقتنا الحاضر. فبين رغبة الأطفال والمراهقين بمنافسة أقرانهم والحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية والتي تدفعهم إلى عوالم مفتوحة من المحتويات بعيدا عن رقابة الأهل. وصولا إلى مسؤليات الوالدين المادية والتربوية مع رغبتهم بالتواصل مع ابنائهم أينما يكونون خاصة مع تعدد الأبناء وتعدد نشاطاتهم خارج المنزل. هذه الأسباب وغيرها تجعل قرار اقتناء جهاز محمول لطفل مسألة صعبة، لذا من المهم جدا للآباء النظر في سلبيات وإيجابيات اقتناء هاتف محمول للأطفال قبل الاقدام على ذلك. سيدتي تزن لكِ إيجابيات وسلبيات الفكرة و تقدم لكِ بعض الأفكار التي تعينكِ في اتخاذ القرار المناسب.
لماذا لايجب أن يقتني الأطفال هاتفا محمولا
-انتهاك الخصوصية الذي ينتج عن مشاركة المعلومات الشخصية أكثر من اللازم (مثل مشاركة أرقام الهاتف وعنوان المنزل علنا عبر شبكة الانترنت) مشكلة قد تواجه الصغار والكبار على حد سواء. الفرق أن الأطفال أقل خبرة في مواجهة مثل هذه المواقف مايدفعهم للسكوت عنها وبالتالي تتفاقم المشكلة مايجعلهم هدفا سهلا للمبتزين.
-هناك فائدة إضافية مهمة لامتلاك الطفل هاتفا محمولا. حيث سيصبح من أهم أدوات التأثير. فحين يهمل طفلكِ واجباته المدرسية والمنزلية ويقضي معظم يومه ملتصقا بجهازه المحمول يمكنكِ بكل بساطة أن ترسلي له رسالة نصية تقول له "انهِ واجباتك المدرسية الآن وإلا سأحرمك من استخدام هاتفك مدة أسبوع!" ألا تبدو هذه الطريقة أسهل من الصراخ باستمرار؟
بالنسبة للمراهقين الذين بدأوا تعلم القيادة، من المهم توعيتهم بخطورة التراسل النصي واستخدام الهاتف أثناء القيادة. في حال كان من الضروري أن يجيبوا على اتصالك بهم أثناء القيادة. من المفيد أن يستخدموا سماعات البلوتوث اللاسلكية للرد عليكِ دون أن يرفعوا عيونهم عن الطريق.
-هناك أسباب حقيقية تدفع الوالدين لتجنب الفكرة أولها هو أن اقتناء هاتف محمول بخدمة ومميزات يبحث عنها صغار السن غالبا ما يضيف عبئا ماديا على ميزانية الأسرة خاصة من ذوي الدخل المحدود. مصاريف الهاتف المحمول سواء في استخدام المكالمات أو الرسائل النصية أو الإنترنت يمكن أن تتضاعف بسرعة. فكلما كان الطفل أصغر سنا، كلما قل إدراكه وقدرته على تتبع كمية انفاقه من المكالمات واستخدام الانترنت.
-التعرض للمضايقات أو مايعرف بالـ Cyber bullying مشكلة كبيرة في كل الأحوال سواء في الواقع أو عبر التقنية الحديثة. ففي حين يقع الطفل في المضايقات الواقعية ضحية الصمت خشية الانتقام ممن يضايقهم. يخفي الأطفال تعرضهم للمضايقات عبر الاجهزة الإلكترونية خوفا من أن يصادر آبائهم هواتفهم ويمنعونهم من استخدامها. في بعض الحالات المتطرفة قد تؤدي المضايقات بين الأطفال والمراهقين إلى محاولات الانتحار.
استخدام الهاتف المحمول للأطفال قد يعرضهم لمواد أكبر من سنهم |
-وفقا لدراسة أجراها موقع CNN.com وجدت أن واحد من بين ستة أطفال مابين الاعمار 12 إلى 17 قد تلقوا نصوصا وصورا صريحة جنسيا على هواتفهم المحمولة سواء من خلال أصدقائهم أو عبر شبكة الانترنت أو حتى سوق التطبيقات الخاص بالجهاز (عرضنا في مادة سابقة كيفية تصفية محتوى سوق الأندرويد والآبل من المواد التي لاتناسب أعمارهم)
-انتهاك الخصوصية الذي ينتج عن مشاركة المعلومات الشخصية أكثر من اللازم (مثل مشاركة أرقام الهاتف وعنوان المنزل علنا عبر شبكة الانترنت) مشكلة قد تواجه الصغار والكبار على حد سواء. الفرق أن الأطفال أقل خبرة في مواجهة مثل هذه المواقف مايدفعهم للسكوت عنها وبالتالي تتفاقم المشكلة مايجعلهم هدفا سهلا للمبتزين.
لماذا يجب أن يقتني الأطفال هاتفا محمولا
-على الجانب الآخر وبشكل قد يبدو مفاجئا يمكن للاستخدام السليم للهاتف المحمول أن يساهم في حماية الطفل والحفاظ على سلامته. حيث يمكن للطفل متسلحًا بهاتفه المحمول الاتصال بالمنزل أو بخدمات الطواريء في حال وقع في مشكلة أو في موقف يعرض حياته للخطر. يمكنكِ مراقبة موقع ومكان طفلك بتنزيل برنامج GPS Tracking Pro على جهازيكم من سوق التطبيقات لأندرويد وآبل والبلاكبيري.
-حين لاتخشين على سلامة طفلكِ فإن الهاتف المحمول مايزال وسيلة من وسائل الراحة حيث يسهل التواصل خاصة للعوائل ذات الجدول المحموم من مواعيد الدراسة واللعب. يسهل عليكِ الهاتف المحمول معرفة أين ومع من يقضي أطفالك وقتهم خارج المنزل.
الهاتف المحمول يسهل عليك معرفة مع من يقضي طفلك وقته
|
--برغم ماذكرناه سابقا حول التكاليف المادية فإن أجهزة المحمول في طريقها لتصبح معقولة التكاليف. ففي حين كانت الهواتف المحمولة في الماضي علامة على الترف، إلا أن تطور التقنيات وتنافس الشركات ساهم في خفض التكاليف بشكل يناسب الجميع. ابحثي عن خطط الهاتف المدفوعة مسبقا وعروض الإضافة على خط هاتفكِ المحمول الموجود مسبقا وعروض أجهزة الهواتف الإضافية المجانية أو حتى الهواتف المستعملة لإنفاق أكثر ذكاءا.
-يمكن الاستفادة من الهاتف المحمول لتعليم الطفل المسؤلية.مثل القدرة على إدارة الجهاز والحفاظ عليه، ومعرفة حدود المكالمات واستخدام الانترنت. سمر –ربة منزل- تقول "أفضّل إعطاء ابني الصغير هاتفا محمولا لتعليمه المسؤلية بدلا من اقتناء حيوان أليف ينتهي بي الأمر إلى تنظيف مخلفاته بنفسي عندما يمل منه طفلي"
-إن كنتِ تعانين من صعوبة التواصل مع طفلكِ أو ابنك المراهق حيث يشعركِ بشكل دائم بالفجوة بين جيلَيكم. يمكنكِ استخدام التواصل عبر الهاتف المحمول وتبادل الرسائل الطريفة والملهمة لمساعدتكم على التواصل وايجاد أرضية مشتركة ليس معك فقط بل مع جميع أفراد العائلة. برنامج الـ Whatsapp والـ Viber من أشهر الخيارات التي يمكن لكِ تنزيلها من سوق التطبيقات.
-هناك فائدة إضافية مهمة لامتلاك الطفل هاتفا محمولا. حيث سيصبح من أهم أدوات التأثير. فحين يهمل طفلكِ واجباته المدرسية والمنزلية ويقضي معظم يومه ملتصقا بجهازه المحمول يمكنكِ بكل بساطة أن ترسلي له رسالة نصية تقول له "انهِ واجباتك المدرسية الآن وإلا سأحرمك من استخدام هاتفك مدة أسبوع!" ألا تبدو هذه الطريقة أسهل من الصراخ باستمرار؟
العمر المناسب لاقتناء أول محمول
برغم أن أعمار الأطفال الذين يقتنون هاتفا محمولا يصبح أصغر وأصغر مع الوقت، ضعي في الاعتبار أن النضوج يختلف من طفل لآخر. ففي حين يكون الاهتمام بالهاتف والعناية به أمرا طبيعيا عند البعض. فإن الأطفال الآخرين قد لايملكون هذا الحس بالمسؤلية إلا عند بلوغهم سنًا أكبر قليلا.
من السهل أن يقتنع الأطفال الأصغر سنا باستخدام هاتف يعمل بقوة الخيال
|
عبير-أم وربة منزل-تقول أنه في حين كان ابنها الأكبر مستعدا لتحمل مسؤلية هاتف محمول وهو في سن العاشرة، حيث يهتم بشحن هاتفه ولاينسى أخذه معه عند الخروج من المنزل، إلا أن أخيه الأصغر والذي يبلغ العاشرة الآن مايزال يواجه صعوبات في تذكر أين وضع هاتفه وكثيرا مايخرج للعب مع أصدقاءه وينسى هاتفه في المنزل. برغم ذلك –تضيف عبير- أن اهتمام ابنها الاكبر ينصب على اللعب حيث يقضي أغلب وقته على جهاز الآيبود، بينما يهتم الابن الأصغر بالتواصل مع الأصدقاء ومشاركة أحداث يومه واهتماماته مع العائلة عبر برامج التواصل ما أظهر تحسنا كبيرا في قدراته الكتابية.
بالنسبة لابنة عبير الصغرى والتي تبلغ خمسة أعوام، فهي تشعر بالغيرة طبعا من رؤية أخويها يمتلكان هاتفا محمولا ولم تعد تقنعها ألعاب الأطفال البلاستيكية. لذا اقتنى لها والدها هاتفا حقيقيا مستعملا ما أسعد الصغيرة جدا رغم أنه بدون بطارية ولايعمل إلا بقوة الخيال!. تقول عبير" بالنسبة لها الهاتف حقيقي ويعمل، حيث تتخيل الكثير من المحادثات مع صديقاتها وأحيانا ترسل لي بعض الصور التي التقطتها لإخوتها"
المواصفات التي يحبها طفلكِ
عند عزمكِ شراء هاتف محمول لطفلكِ أو ابنكِ المراهق ضعي في الاعتبار أن يكون جهازا شديد التحمل لإلقائه في الحقيبة المدرسية أو الجيب الخلفي لطفل كثير الحركة. أمجد -10 سنوات- يهمه توفر المواصفات التالية في جهازه:
· كاميرا
· مشغل فيديو
· مشغل موسيقى
· GPS
بينما صالح -13 سنة- يبحث بالإضافة
للمواصفات السابقة عن هذه:
للمواصفات السابقة عن هذه:
· لوحة مفاتيح كاملة من نوع QWERTY
· بلوتوث
· انترنت Wi-Fi او بسرعة 3G
· بريد إلكتروني
· ذاكرة خارجية
إرساء القوانين
كما هو الحال مع أي امتياز، فإن وجود الهاتف المحمول لابد أن يأتي مع النظام. فكما للمدارس قوانينها التي تحدد متى وكيف يستخدم الطلاب هواتفهم، لابد أن ينطبق ذات الشيء على المنزل. كأن لا يتعارض الاستخدام مع واجباتهم المدرسية والمنزلية وتحديد كمية و وقت الاستخدام. طبقي القواعد التي ترين أنها تناسب نمط حياة أسرتك.
لابد من فرض النظام لتحديد كيفية ووقت استخدام الطفل لهاتفه المحمول |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق