السبت، 17 أغسطس 2013

رسامي القصص المصورة: فنانون وحالمون ومواهب تنتظر اكتشافها

سارة: تعلمت أن الخوف هو العائق الوحيد للوصول إلى الإبداع
فراس: من ييأس من المحاولة مبكرا لن يصل للنجاح
ريم: لا شعور يضاهي قراءة قصة ممتعة على الورق!
أحمد: نهدف إلى دعم الموهوبين عبر موقعنا التفاعلي
مديرة قسم المانغا في مؤتمر دبي: ثلث المشاركين في معرض الفنانين من السعودية.
أحد زوار MEFCC يحمل مجلة إعصار

يحتل فن القصص المصورة اليابانية (المانغا) اهتمام  فئة غير قليلة من متذوقي الفن والأدب الشباب في العالم العربي والسعودية تحديدا. فبرغم قلة الدعم والفرص لتحويل الهواية إلى مهنة حقيقية؛ يناضل فنانو المانغا لاقتحام سوق المنافسة بأسلوب يشابه كثيرا صراع أبطال حكاياتهم لتحقيق النجاح واثبات الذات والتعبير عن أفكارهم . "سيدتي" التقت عددا من رسامي ومؤلفي القصص المصورة في السعودية لنطّلع على تجاربهم وابداعاتهم. فمن حصل منهم على فرصة النجاح؟ ولمن يتوجه الموهوبون للحصول على الدعم؟


ملجأٌ لمن يحب الحياة البسيطة
سارة محمد – 22 سنة-تخصص حاسب آلي بارعة في الرسم الرقمي و تكتب قصة مانغا بعنوان Odis. تتبع القصة البطل "زياد" الذي يعيش في بلدة صغيرة تسمى "الملجأ" وهي مأوى لمن اختاروا أن يعيشوا حياة بسيطة بعيدة عن التكنولوجيا والتعقيد في امبراطورية "ليجون" لمجاورة لهم في عالم لا يختلف كثيرا عن عالمنا. نشرت سارة الجزء التمهيدي من Odis في مؤتمر دبي للأفلام والقصص المصورةMEFCC  الذي أقيم هذا العام حيث نشرت أيضا كتابها الفني الأول بجانب معروضات فنية أخرى. أحبت سارة الالتقاء بعدد كبير من الفنانين المحترفين والهواة وعرضت قصتها على الكثير من الفنانين العالميين الذين حضروا المؤتمر مثل ثلاثيImaginary Friends Studio  و الفنانة اليابانية Michiko Ono  و Long Vo  و Jeffery Cruz  حيث نالت اعجابهم و تفاجأوا بوجود فنانين سعوديين في هذا المجال. تقول سارة "أهم ماتعلمته من هؤلاء الفنانين أنه لا يوجد فنان كامل وكل ما في الأمر أنه يوجد فنان أطلق العنان لفنّه دون الخوف من الأخطاء أو ما لا يستطيع أن يفعله، فنان يحب عمله ويمارسه باستمرار ويتعلم شيئا جديدا مع كل عمل ينتجه"
جانب من معروضات سارة الفنية لقصة Odis

فراس العميرين
الصراع من أجل النشر
عاد فراس العميرين -27 عاما - مؤخرا من معرض للمانغا أقيم في دولة البحرين حيث عرض قصته Enios والتي تدور أحداثها في المدينة الأخيرة الصالحة للعيش على كوكب الأرض. تأتي القصة بأسلوب الخيال العملي لكنها تتناول بعض  القضايا الاجتماعية المعروفة مثل التمييز الطبقي والصراع من أجل البقاء. بدأ فراس بتأليف القصة و رسمها منفردا قبل عدة سنوات والآن يعمل مع فريق من حوالي عشرة أشخاص. قاموا بنشر الفصل الأول من القصة في مؤتمر دبي حيث بيعت كل النسخ بشكل سريع مما دفعهم في التفكير في طريقة تسهل للمتابعين الحصول على باقي الفصول. تخصصه في هندسة البرمجيات ساعده في ابتكار تطبيق لمتابعة وشراء القصة على الهواتف الذكية. يقول"نركز حاليا على التطبيق فهو طريقة أفضل من الطباعة الورقية خاصة أننا مازلنا لانملك رخصة للنشر" يدرك فراس صعوبة اقتحام سوق القصص المصورة حيث يرى الكثير من المبدعين الذين يخشون أن لاتكون أعمالهم بالمستوى المطلوب أو يخشون من عدم تقبل المجتمع لأفكارهم. طموح فراس وزملاؤه دفعهم لمراسة مجلة Shonen Jump وهي أقدم وأكبر مجلة يابانية متخصصة في المانغا حيث وافقت المجلة على عرض قصتهم بعد إرسال عينة منها. يقول فراس "من يستمر بالمحاولة سيصل ومن ييأس مبكرا لن يصل للنجاح"

فراس وزميله مشعل الجامع أثناء عرض Enios
صفحة من قصة Enios
رحلة عمل إلى كوكبي الأم
ريم العويض خريجة قسم اللغة العرية جامعة الدمام. لديها قصة مانغا منشورة بإسم "حول العالم" في مجلة القصص المصورة الإماراتية "خيال". تتحدث القصة عن خمسة من الشباب المحليين الذين يضطرون للعمل في مطعم على الرغم من نظرة المجتمع لعمل النادل و الطباخ. حيث يفاجئهم صاحب المطعم بقرار تنفيذ فعالية أسبوعية يتم فيها ارتداء ملابس تنكرية و تجهيز وجبات خاصة بكل بلد من حول العالم على حدة. ستجد الشباب يرتدون ملابس من اليابان و الهند, او ربما يتحولون لمصاصي دماء لامعون لتقديم عصير الطماطم ريثما يصارعون مشاكلهم الشخصية والعائلية و المدرسية. سرعان ماوصلها وزملاؤها في المجلة دعوة من رئيس التحرير لحضور مؤتمر دبي للأفلام والقصص المصورة وتوقيع الأعداد التي سيتم توفيرها لزوار المنصة. تقول ريم "حضر أخي و والدتي معي للمؤتمر لمساندتي باعتبارها رحلة عمل, لكنها في الحقيقة كانت اشبه بالعودة إلى كوكبي الأم" ترى ريم أن حضور هذه المعارض فرصة عمل مهمة للرسامين والمبرمجين والمخرجين وصانعي الدمى مثلها مثل مؤتمرات تقنيات الحاسوب أومعارض التوظيف للشركات.
غلاف لرواية ريم
قصة ريم المنشورة في مجلة خيال

أحمد الدهام
إعصارٌ يحتضن المواهب
احمد الدهام رئيس تحرير موقع إعصار ناكاما وهي أول مجلة سعودية مطبوعة تتناول المانغا وتتطرق إلى الدراما والثقافة اليابانية والكورية. المجلة بدأت كموقع ثم تحولت لنسخة مطبوعة. يقول أحمد " بدأت المجلة كنسخة تجريبية على يد المؤسس مؤسسها محمد التميمي في معرض كوميك كون بدبي عام 2012م ، وفي عام 2013م من شهر أبريل أطلقنا العدد الرسمي والأول من المجلة في نفس المعرض". يعتقد أحمد أن هناك العديد من الفتيات القادرات على رسم مانغا جيدة جداً والتي ترتقي للمستوى الاحترافي حيث تعمل في المجلة فتاتين محترفتين في الرسم من السعودية، بالإضافة إلى فتاة من الأردن، إلى جانب صحافيتين سعوديتين. تجعل مجلة إعصار من أهدافها دعم أي عمل مميز وأي فكرة من الشباب العربي سواء في الموقع او المجلة المطبوعة. من أهم الأسباب في وجهة نظر أحمد لقلة امتهان الفتيات أو الشباب من رسم المانغا كمهنة أكثر منها هواية هو عدم توفر جهات كافية لاحتضان تلك المواهب، ولاقتصار نظرة المجتمع على أن المانغا هي قصص موجهة لأطفال وليس للفئات الشابة و هذا الأمر غير صحيح.




سمية سورياديرغا
ثلث المشاركين من السعودية
سمية سورياديرغا تعمل مديرة للمشروع ومشرفة على قسم فناني المانغا في مؤتمر MEFCC. شهدت إقبال العديد من الشباب العرب لعرض ابداعاتها في المؤتمر الذي تستمر فعاليته ليومين كل عام. تقول سمية "هذا العام عرض 25 فنانا أعمالهم في المؤتمر كان ثلثهم من السعوديين و البقية من مختلف الدول الخليجية" تكمل سمية وتقول أن الحدث برمته نما منذ العام الماضي حيث ازداد الطلب من الفنانين للمشاركة في منصات العرض. " حين رأى الأشخاص الدعم والتجاوب من الزوار والمتخصصين في هذا القطاع في العام الماضي؛ أصبحوا أكثر ثقة لعرض أعمالهم والمشاركة في الحدث هذا العام أيضا" يقدم المؤتمر الكثير من الدعم والاعتراف الدولي للفنانين المحليين ويهدف إلى مساعدتهم طوال رحلتهم الفنية والأدبية على مدار العام.
سمية برفقة بعض المتطوعات في مؤتمر MEFCC 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق