الأحد، 25 نوفمبر 2012

حفلاتٌ من نوعٍ آخر...تقبلٌ للغزو أم ملءٌ للفراغ؟

حفلات تنكريَّة..
للنوم وتوديع العزوبيَّة وأخرى للشخصيات الشهيرة

مدخــل...
غالبا ما ينحصر مفهوم الحفلات التقليدية في المجتمع فيما يتعلق بحفلات الزفاف، ما قبلها و ما بعدها و ما حولها من الخطوبة او الشبكة والملكة والغمرة او الحنة والزفاف نفسه وصولا للصبحة وحتى تجمعات الولادة والنفاس. لكن المجتمع في العصر الحديث أصبح يستحدث أنواعا أخرى من الحفلات بما يتناسب مع متغيرات أسلوب الحياة ورغبات الأشخاص في كسر أجواء الروتين او الملل دون انتظار أن تحصل مناسبة زواج لأحدهم.



Bachelor/
Bachelorette Party

يغلب على هذه الحفلات الجديدة أن تكون مقتبسة ومستلهمة من الثقافة الغربية مثل حفلات توديع العزوبية (والتي مازالت في إطار حفلات الزواج) حيث يقيم أصدقاء كل من العروسة والعريس حفلا مفاجئا لكليهما على انفراد يكون هدفه هو قضاء ليلة أخيرة جنونية قبل الالتزام بالزواج حيث يكثر الذهاب للنوادي الليلية الصاخبة والرقص والسُّكر كما يمكن ان تتضمن الليلة حضور راقصي تعري نساء في حفلة العريس وراقصين رجال في حفلات السيدات وهذا ما قد يتعارض بشدة مع ما يمكن تطبيقه في المجتمعات المحافظة لكن هذا لا يمنع من أن تقضي العروس أو العريس ليلة اخيرة مليئة بالمرح مع الأصدقاء دون هذه الأمور.




تتحدث (أزهار.س) عن تجربتها تقول: "أقمنا حفلة عزوبية لأختي وابنة خالتي حيث كان موعد زواجهما متقاربا. كانت الحفلة بسيطة وعائلية لا تخلو من بعض الجنون. استأجرنا طابقا كاملا لأحد المطاعم وحضر أفراد العائلة من بنات وأولاد الأخوال وكان أغلب الأولاد صغار في السن. تعشينا واستمتعنا بالوجبة وبعد الانتهاء كانت أختي وابنة خالي تتبادلان الحديث بهدوء حين فاجأهما ابن خالتي بصحن بلاستيك مليء بالكريمة المخفوقة وقام بإلقائه على أختي على حين غفلة منها. وسرعان ما بدأت المعركة حيث أخرج الجميع من تحت الطاولات صحونهم المليئة بالكريمة وقاموا جميعا بالهجوم على العروستين. تراشق الجميع صحون الكريمة و الثلج أيضا حتى أن احدى بنات خالتي ألقت علبة بيبسي مفتوحة على اختي وبرغم أنها ترتدي نظارة إلا أن المشروب تسرب إلى عينيها فاحمرت واضطرت لغسلها سريعا" تكمل (أزهار): "بعد ان انتهى الشغب وهدأ الجميع في ثيابهم المبتلة اللزجة، تجمعنا وقمنا بالكتابة على ثياب عروستينا عن ذكريات هذا اليوم وعن امنياتنا الجميلة لهن بحياة ومستقبل أفضل كما قمنا طبعا بالتقاط صور تذكارية"




Theme Party

 أو ما تعرف بالحفلات التنكرية وهي حفلة ذات نمط معين Theme يتم فرضه على المنزل او مكان الحفل، الموسيقى، ملابس الزوار وحتى نوع الأكل و هو أمر يحتاج تنظيم متخصصين تكون مهمتهم هي تغيير نمط مكان الحفل بما يناسب الفكرة بشكل كامل وهو أمر قد تصل تكلفته إلى عشرات الآلاف من الريالات.



تحدثت مجلة سيدتي مع الأستاذة (أبرار شلبية) وهي متخصصة تنظيم مناسبات عامة للشركات وخاصة للأفراد في مؤسسة مركزها جدة.سألناها عن حفلات الثيمات فصرحت أن تخصصها كان يعني بالتنظيم العام لحفلات الشركات والافراح والمواليد لكنها شهدت ارتفاع نسبة الطلب على حفلات الثيمات في هذه السنة حيث قامت بتنظيم حفلة خاصة انتشرت فكرتها وأعجبت الكثيرين فعاد الكثير من الزبائن إليها بطلبات وافكار جديدة.



 
<<أحد الحفلات التي نظمتها أبرار وكان ثيمها السينما بالأبيض والأسود وتشارلي تشابلن>>
 

تقول (أبرار) أنه لا يوجد حتى الآن ثيم معين يزيد الطلب عليه حيث إن الزبون غالبا ما يطلب حفلة على ذوقه الخاص تكون ترجمة لفكرة معينة او حدث وذكرى خاصة عزيزة على نفسه. يقوم الزبائن بعرض أفكارهم عليها وعلى فريق العمل وبعد مناقشة الامكانية وطريقة التنفيذ وموعد التنفيذ يتم الاتفاق على الفكرة . فيما يخص التنفيذ تقول (أبرار) إنه كلما زادت مواد الفكرة أصبح من الأسهل تطبيقها وبالامتداد كل ما زاد وقت التحضير كلما أصبح الأمر ميسرا. لكن أحيانا يأتي الزبون ويطلب حفلا بتاريخ قريب جدا قد يكون بعد ثلاث أيام من طلبه! فقد قامت بتنظيم حفل خاص متكامل وسلمته في خلال 48 ساعة وكان من المفترض تنفيذه في مدينة الرياض وكان من أصعب الحفلات التي قامت بتنفيذها بنجاح.

سألنا (أبرار) عن أكثر الحفلات تكلفة فأجابت ضاحكة: "حتنشروها في سيدتي؟!" وفضلت عدم التصريح بثيم وتكلفة الحفل تخوفا من أن يتضايق الزبون من نشرها للمعلومات. أخبرتنا عن حفل باذخ آخر كان ثيمه عن مدينة "البندقية" الإيطالية حيث كان حفلا خاصا وكلف تنفيذه 300.000 ريال فقط! تقول أيضا أن أغرب فكرة حفل عرض عليها تنفيذه هي أن عروسًا أرادت أن يكون ثيم حفل زفافها عن الفلفل الأحمر! نعم الفلفل الأحمر في حفل زفاف رسمي وكانت الفكرة أغرب من أن تنفذها (أبرار) فرفضت واضطرت الزبونة للبحث عن منظم آخر لفكرتها ولم نعلم إن كانت الزبونة نجحت في تنفيذ فكرتها ام لا.




Pajama Party
هي نوع من حفلات الثيم أو النمط يمكن أحيانا تصنيفها كنوع منفصل. تنتشر في أوساط الأطفال والمراهقات تحديدا وتسمى حفلات المبيت او الـ Sleepover وأحياناPajama Party وهي حفلة تتضمن لبس بيجامات النوم كنوع من الخروج على روتين الملابس الرسمية. اللعب سواء بألعاب الطاولة أو ألعاب الفيديو، كما تتضمن مشاهدة الافلام وسماع الموسيقى والاسترخاء والسهر لحين ما بعد موعد النوم وغالبا ما يحضر المحتفلون مخدات و بطانيات و اكياس للنوم  حيث ينام الجميع في مكان واحد. وتكثر في حفلات المبيت للمراهقات فكرة الـ Spa حيث تحضر الفتيات عدة التجميل والمناكير ويقومون بتبادل النصائح التجميلية ووضع الأقنعة والمكياج.


تتحدث (منى سليمان) عن مشاركة اختها الجامعية في حفلة مبيت تقول أن الثيم كان حفلة مبيت للأطفال تحديدا حيث زينت مصاصات الأطفال بطاقات الدعوة بداية. قامت الداعية بتنسيق مكان الحفل بما يشبه غرفة طفل حديث الولادة حيث انتشرت زينات وديكورات "It's a boy" و "It's a girl"، وحضرت الفتيات مرتديات البيجامات الكاملة Overall المخصصة عادة للأطفال وقد وضعن أغراضهن في حقائب مستلزمات الأطفال.


Costume Play
نوع مختلف من الحفلات التنكرية هو الـ Cosplay. الكلمة اختصار لـ Costume Play  وتعني تقمص شكل وأداء معين. ينتشر هذا النوع من الحفلات بين محبي ألعاب الفيديو جيمز والأجهزة الإلكترونية والقصص المصورة وأغلبهم من البالغين حيث يحتضن مؤتمر Comic-Con الأمريكي الذي يقام سنويا في عدة مدن من البلاد ، يحتضن المؤتمر محبي و مهووسي هذا النوع من الثقافة ويقوم الحضور بشراء أو حتى صنع لباس و تقمص مظهر وشخصية تطابق أحد شخصيات هذه القصص والألعاب ويتم التنافس على أفضل كوسبلاي واكثرها جودة وأحيانا أكثرها غرابة وتمنح احيانا جوائز للفائزين.


حفلات الكوسبلاي قليلة ومحدودة في السعودية حيث تنحصر غالبا بمحبي الثقافة والمسلسلات اليابانية المقتبسة من القصص المصورة "المانجا" ومحبي الفيديو جيمز أيضا. التقينا بمجموعة مهتمة بهذا النوع من الحفلات تسمي نفسها Nippon Sayko)) أي (Japan Freaks) وسألناهم عن اهتمامهم بالكوسبلاي فأخبرونا أن اهتمامهم نابع من شغفهم بالثقافة اليابانية والكورية ومن المسلسلات أو الأنمي "أفلام الكرتون اليابانية" فيتبع ذلك الاهتمام بالكوسبلاي تقول المتحدثة باسم المجموعة : "حين تحبين الأنمي، تبدو فكرةً جميلة أن ترتدي زيّ شخصيتك المفضل، وحفلات الكوسبلاي فرصة رائعة لمقابلة أشخاص لديهم نفس اهتمامك خاصةً لأن أماكن تعارف الفتيات محدودة بشكل كبير". أقامت المجموعة حفلتين حتى الآن كان الحضور أكبر في الحفلة الثانية حيث كان لديهن الوقت الكافي للإعلان عنها و كان الحضور جيدا والفعاليات كثيرة وكانت مسابقة أفضل زيّ هي أكثر ما شد اهتمام الضيوف .

تختلف الآراء 
تختلف آراء أفراد المجتمع نحو هذه الحفلات ما بين مؤيد ومعارض. تقول (أزهار.س) إن حفلات توديع العزوبية معروفة في وسط عائلتها ومتقبلة بشكل كبير. هي ليست طبعا بنفس نمط الحفلات الغربية لكنها تماثلها في الرغبة بالاستمتاع بالوقت والخروج من الروتين وبعض "الهيصة" والجنون بدون تكلف طبعا. وتفكر في إقامة حفلة عزوبية لها تتصف بالحميمية حيث ترغب بدعوة أعز صديقاتها فقط في منزلها والقيام ببعض النشاطات وربما مشاهدة بعض الأفلام وتحويلها لما يشبه الـPajama Party


تشجع على الابتكار.. لكن
يقول أحد الآباء (ع.س) إن هذه الحفلات إبداعية وتشجع الطفل على التفكير والابتكار لكن مصاريف تنفيذها مصيبة حيث تكلف الحفلات الصغيرة داخل المنزل ما بين 7 إلى 11 ألف أحيانا فالكعكة وحدها تكلف ما بين 300 إلى 600 ريال.

تقول (منى سليمان) أحد الأمهات أن أطفالها قبل احدى الحفلات ظلوا يسهرون ويفكرون في لبس الحفل لمدة ثلاثة أيام وكان مما ساعدهم هو وجود مواقع متخصصة بالملابس التنكرية يمكن أخذ الأفكار أو حتى الطلب عن طريقها.
غزو فكري وثقافي
والدة أخرى (زهراء.خ) تعترض وتقول أن هذه الحفلات هدر للأموال كما أن فيها تطعيم الأطفال بثقافات غربية فبدلا من أن تشتري أحد الامهات هدايا للأطفال بشخصيات ميكي ماوس و ما شابه ، لماذا لا تستلهم شيئا من ثقافتنا وتراثنا؟ أو بدلا من صرف مبلغ 10 آلاف على حفلة واحدة لماذا لا توضع في حسابه في البنك حتى تعينه عندما يكبر في دراسته وحياته. "الطفل على ما تعوديه" تكمل (زهراء) وتقول ابنتي الكبرى تفضل الهدايا على الحفل والوسطى فإن أي كعكة تدخل المنزل تعتبرها كعكة عيد ميلادها وهذا كافٍ لها اما ابنها الأصغر فإنها إن قامت بشراء شريط لعبة فيديو له فإن الفرحة لا تسعه برغم أنه يحضر أحيانا مثل هذه الحفلات عند أصدقائه وأقاربه لكنه لا يتعلق بطلب نفس الشيء من والديه.

ترد عليها (منى سليمان) قائلة إنها تفكر في الاقتراح على ابنة اختها أن تقوم الأسرة بتغيير ديكور الغرفة لها كهدية لعيد ميلادها حيث أن الصغيرة تطالب بهذا الأمر منذ سنتين، و أن يكون هذا الأمر بديلا عن الحفلة المكلفة.

لا ضرر ولا ضرار
بالنسبة لـ (أبرار شلبية) منسقة الحفلات فالقاعدة هي لا ضرر ولا ضرار؛ تقول: "الزبائن أنواع و طرق التفكير لديهم مختلفة، منهم من يرى ويقدر العمل الفني ومنهم من يعتبره هدرا للمال. نحن بصفة عامة نحاول دائما وضع تكاليف معقولة و نتبع سياسة الفواتير المفتوحة بحيث يطلع العميل على التكلفة الحقيقية مضافا إليها نسبة الربح والتنفيذ. بصفة عاملة العميل يتجه دوما لذوي السمعة الطيبة ويكون لديه خلفية مسبقة عن الاسعار"

لا شبهات بيننا
تتحدث مجموعة (Nippon Sayko) عن العقبات التي واجهتهم فيقولون إنها كانت موجودة لكن ليس بالقدر المعيق حيث إنهن يحرصن على أخذ إذن أصحاب المكان لإقامة الحفلة كما أن أغلب البنات يحضرن مع والداتهن، الأمر المطمئن للحضور أولا وحتى لا تكون عليهن اتهامات سيئة ممن يعترض على هذا النوع من الحفلات تقول المتحدثة: " طالما أن الحفل يكون بشكل محترم و خالٍ من الشبهات فالمنظمين لن يهتموا للمعارضين"

صدمة المعارضين
وعلى الجهة المعارضة تماما يكون يعض الآباء حيث يتحدث أحد الآباء على مدونة على الإنترنت عن صدمته لتلقي إحدى بناته لبطاقة دعوة من المدرسة لحضور حلفة بيجاما بارتي ويقول عن تعريفه لهذا النوع من الاحتفال "حفلة البيجاما لمن لا يعرف : هي تجمع بنات بلباس بيجاما النوم ( غالبا ) قمصان نوم والتجمع والسهر و حدث فلا حرج !! يعني بالعربي بنات يتجمعون و…. اترك لكم الخيال الواسع في التفكير في ما يحدث !" تحدث الأب عن رغبته برفع شكوى للمدرسة اعتراضا على الحفلة التي هي ليست من ضمن المنهج الدراسي وليس لها أي صلة بعاداتنا كما يتحدث الأب. حاول بعض قراء المدونة أن يشرحوا له أن فكرة الحفلة بحد ذاتها بريئة من التهمة وهي حفلة معروفة للأطفال والكبار لكنه أصر على رأيه في أنها تمثل عادات وأفكار دخيلة على مجتمعاتنا وهذا ما اتفق عليه الأغلبية.

تطور طبيعي
 يرى الاستشاري الاجتماعي الدكتور خالد باحاذق أن اتجاه المجتمع في الاهتمام بهذه الحفلات هو أمر طبيعي، فجزء من الطبيعة البشرية والاجتماعية يكمن في البحث عن جوانب الترفيه. سبب آخر هو غياب أو قلة البرامج الترفيهية المناسبة والمتوافقة مع مفاهيمنا الاجتماعية والدينية ويعزو ذلك إلى انتشار ثقافة التضييق السلبية التي تركز على الأمور الجادة والأساسية وإهمال مبدأ الاستمتاع بالحياة مع أن الالتزام الديني لا يتعارض مع ذلك كما يقول عز وجل: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " سورة النحل / الآية 97. لكن الفطرة البشرية ترفض التضييق وتبحث عن بدائل و متنَفّسات أخرى وهي في هذه الحالة مستوحاة من الثقافة الغربية. يتابع الدكتور خالد ويشرح أن انتشار هذه الحفلات والمناسبات في العالم الغربي هي نتيجة طبيعية للتفكك الأسري والاجتماعي حيث تمثل هذه المناسبات فرصا للحفاظ على ما تبقى من هذه الروابط وإن بأساليب متجددة. وقد يكون بدأ لدينا في مجتمعاتنا شيء من هذا التفكك لذلك تلقّى المجتمع المحلي هذه الثقافة وتقبلها لسد الفراغ.

أما مسألة البذخ والإسراف المترتب على تنفيذ هذه الحفلات فيقول الدكتور خالد أن البذخ مسألة نسبية، فما يعتبر إسرافا لشخص ما قد يكون مبلغا بسيطا لأحدهم ويعتمد الأمر بشكل كبير على الإيراد الشخصي. فمن يتراوح دخله ما بين 30-40 ألف ريال شهريا على سبيل المثال تكون قدرته على الصرف أكبر ممن إيراده ما بين الـ 3-4 آلاف ريال شهريا دون أن يكون في ذلك تبذير مادام ينفق على قدر سعته. المشكلة والوقت الذي يحصل فيه البذخ هو حين يتجاوز الشخص إمكاناته المادية ويعمد إلى الاقتراض أو الدَين من أجل تنظيم هذه الحفلات. فلابد إذن من التوازن في كل الأحوال كما ينصح مستشارنا ويسأل أخيرًا: "هل فكرنا فيمن ليس لديهم شيء؟"

الخوف من التشبه
يرى الدكتور عقيل العقيل أستاذ الشريعة في جامعة الملك سعود أن هذه الحفلات بعضها يدخل في باب الابتداع وبعضها في باب الحرام. فيقول أن هذه الحفلات يتفاوت حكمها حسب نوعيتها. فأعياد الميلاد وأعياد مولد النبي من البدع المحرمة المخالفة للهدي النبوي ولا يجوز للمسلم إقامتها. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

 أما بالنسبة للحفلات التي يقلد فيها دولا أخرى ويغير فيها أثاث البيت يخشى فيها من التشبه بالكفار، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك "من تشبه بقوم فهو منهم" لذا لا ينبغي التقليد. أما الحفلات الاجتماعية الاعتيادية مثل حفلات النجاح والتخرج وحفلات الزواج فالأصل فيها الإباحة والبعض منها يعتبر مشروعا مثل حفلات الزواج. يقول صلى الله عليه وسلم " أَعْلِنُوا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفّ"  وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف عند زواجه على الإعلان حيث قال له" أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ " ولكن في كل الأحوال ينبغي الحذر من الإسراف في ذلك و أن ترعى النعمة. فلو بقي طعامٌ من هذه الولائم فليسق إلى الجمعيات الخيرية والتي تعنى بتوزيع زائد الطعام لمن يحتاج. ويختم الدكتور عقيل ويقول أنه كلما كان المؤمن متمسكا بدينه حريصا فهو في خير وسعادة ولا خوف عليه.

...مخــرج
بالنهاية، التمسك بعادات المجتمع لا ينفي فكرة تقبل أفكار جديدة.  كل ما هو عادة قديمة كان بيوم من الأيام فكرة غريبة على المجتمع، تعود عليها الناس تدريجيا وصبغوها بما يناسب عاداتهم واعتقاداتهم الدينية والفكرية فأصبحت جزءا لا يتجزأ منها.  وحفلات الزفاف خير مثال فإن العالم كله تقريبا يتوحد بضرورة أن ترتدي العروس فستانا أبيض منفوش ذو طرحة وتاج تزين به رأسها، وتضل لكل ثقافة حريتها في الاختلاف التفاصيل.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق