منذ بدء عرضها الأول في السعودية عام 2006م، تستمر
مسرحية Head Over Heels in Saudi Arabia في الحصول على النقد
الإيجابي والدعم. حيث تخطت حدود المملكة وحازت على إعجاب الجمهور في نيويورك
لتميزها بحوار ذكي وبارع. خلال العرض الفردي تجسد الدكتورة مائسة شخصية الراوية
التي تتحدث عن قصتها وقصص العديد من النساء السعوديات الأخريات. الدكتورة مائسة
محمد صبيحي هي مؤلفة مسرحيات وممثلة وأكاديمية تعمل كمساعدة بروفيسور في جامعة
الملك عبد العزيز بجدة. برزت مؤخرا من خلال عرضها المسرحي الفردي الذي أقيم
باللغتين العربية والإنجليزية في جامعة عفت. مجلة "سيدتي" كان لها معها
لقاء.
د.مائسة الصبيحي في عرضها المنفرد Head Over Heels
تصوير: سامية المسلماني
·
بعد النجاح الذي حققته Head Over Heels في مدينة نيويورك أو
في نسختها العربية في جدة...ماهي الفكرة التي أردتِ توصيلها للناس من خلالها؟
عندما أكتب لا أفكر في الفكرة الأساسية بقدر ما أفكر بجعل المشاهد
يستمتع ويفكر معي. طبعا كل فن له رسالة وكل فنان له هدف لكني أحب أن أنقل المواضيع
الثقيلة والتي لابد ان نفكر فيها معا وأعرضها بطريقة خفيفة ظريفة .
·
من أين جاءتك فكرة كتابة هذه المسرحية؟
الفكرة جاءتني من تفاعل الأخوات اللائي مررن بتجارب مماثلة وأيضا من إحساسي
الشخصي حيث كانت لي تجربة طلاق. بعض الأخوات توجهت لهم بأسئلة واضحة استطعت أن
أفهم من خبراتهم أكثر وبالتالي بلوَرت الشخصيات بطريقة تحافظ على خصوصية كل شخصية.
·
كيف وجدتِ الإقبال على المسرحية في جدة؟
- أشكر جدا جميع من شاهد المسرحية على دعمهم فقد وجدت والحمد لله
والشكر الكثير من الدعم من الأخوات والكثير من الأشخاص الذين أقبلوا بصدر رحب
يشجعونني ويهنؤونني مما زاد ثقتي بنفسي ورغبتي في أن أكتب في قضايا أخرى. كما أشكر
جامعة عفت لدعمها وأيضا سمو الأميرة لولوة والدكتورة هيفاء لثقتهم فيّ.
·
وكيف كان في مدينة نيويورك؟
في نيويوك كان الإقبال جيد جدا حيث الكل يريد أن يعرف أكثر عن
المملكة وقد تملكتهم الدهشة والاستغراب فيقولون لي "أوه أنتِ امرأة وتعملين
في المسرح؟ هل لديكم مسرح في السعودية؟ وهل قمتي بهذا العمل في المملكة؟"
فمازالت الفكرة لديهم أننا كنساء في المملكة ليس لدينا الطموح أو الخبرات وليس
لدينا أي شيء وتتكرر كلمة "ماعندنا و ماعندنا" حتى تلتصق بنا. لكن الحمد
لله وجدت أنهم سعيدين بجودة المسرحية حيث أُعجب بها المنُتج بعد ما شاهدها وقال لي
إنه تعلم الكثير من الأشياء عن المملكة وفي
نفس الوقت لم يشعر بالملل ولا لحظة واحدة. حاولت حثه على تقديم النقد والمقترحات
لأنها فرصة للشخص أن يطور نفسه ويتعلم من ممن لديهم خبرة عريقة بالمسرح.
·
سمعت بعض الانتقادات من بعض الأشخاص الذين قارنوا بين
سعر التذكرة المنخفض نسبيا في عرض نيويورك 18$ (يعادل 68 ريال تقريبا) وسعر
التذكرة في جدة 250 ر.س كيف تفسرين ذلك؟
في نيويورك ليس لي علاقة في تحضير سعر التذكرة فنحن كمشاركين يتم
اختيارنا وبعد موافقتهم على العرض نقوم بدفع رسوم لهم وهم الذين يحددون سعر
التذكرة بما يناسبهم.
بينما في العرض المحلي كان مفهوم فريق عملي وفريق عمل جامعة عفت أننا
نتماشى مع ما هو سائد في السوق. و سبب مهم آخر هو أن جزءًا من ريع التذاكر كان
مخصصا لتغذية الصندوق المالي لطالبات المنحة في الجامعة ونسأل الله أن يكون ذلك في
منفعتهن.
·
ما الذي ستقدمينه في المرحلة المقبلة بعد مسرحية Head over Heels؟
في 2013 لدينا عرض جديد للمسرحية في شهر فبراير لمن يرغب بالحضور
وفاته العرض الماضي. و أحب أيضا أن أجرب الكتابة في مسرح الطفل، وهناك فكرة أخرى
لمسرحية في ذهني لكن الكتابة تحتاج للوقت ولا أحبذ عرض شيء معين حتى أتأكد من
جودته و أن المشاهد سيستمتع به.
وفي شخصية أخرى...
·
وهل لكِ تعاون مع جمعية الثقافة والفنون السعودية
لتقديم أعمال محلية مسرحية؟
لا للأسف، وأنا أنتهز الفرصة من خلال سيدتي وأقدم الدعوة لمن يحب أن
يتعاون معنا فهدفنا في النهاية هو إثراء فن المسرح في المملكة .
·
نسمع عن مصطلح الـ"سايكودراما" وهي من
تطبيقات استخدام التمثيل المسرحي في العلاج النفسي الجماعي. هل قمتِ بمشروع مشابه
من قبل؟
جربت السايكودراما وحضرت الكثير من ورش العمل في لندن وقمت بالعمل في
ورش عمل لتعزيز الثقة بالنفس حيث اقتبست شيئا مما تعلمته في السايكودراما ومما
تعلمته في المسرح والأدب وصغتها بطريقتي الخاصة. قدمنا في جامعة عفت وعدة أماكن
مختلفة ورش عمل عن كيفية الحديث و الإلقاء فهو الرعب الاساسي عند كثير من الأشخاص
بعد الخوف من الموت!
لكن السايكو دراما يختلف من ناحية عما قدمته حيث إنه مختص بالحالات
النفسية والتاريخ السايكولوجي للإنسان. لذا أحث الإخوان والأخوات النفسانيين
للتوجه لهذا النوع من العلاج حيث وجدت أنه أسلوب يحرك مشاعرًا قد لا يكون الشخص
على علم بها وهي بحاجة لمتخصصين نفسيين للتعمق فيها.
·
ما الذي تطمح د. مائسة لإنجازه في المستقبل على الصعيد
المهني؟
أتمنى أن أنظر يوما من الأيام لأجد فن المسرح في المملكة له صيت على
مستوى العالم وأسأل الله أن يوفقني لأكون من ضمن هذا المشروع. حتى الآن وجدت الدعم
والحب من المجتمع وأتمنى أن يستمر فهناك دائما مجال للتحسين. أتمنى أيضا أن يكون
المسرح لدينا أداة لمواجهة المواضيع التي تشغلنا حيث نناقشها معا ونسأل الله
التوفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق